وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 349 ] ألف: إن من الواضح، أن المشركين لا يقيسون الامور بمقاييس صحيحة، ولا يبنون علاقاتهم مع الاخرين على أساس المثل والقيم والمبادئ عموما. وإنما ينطلقون في تقييمهم للامور من نظرة ضيقة، ومصلحية، قائمة على أساس الاهواء، والطموحات غير المتزنة ولا المسؤولة. وعلى هذا فقلما تجدهم يبادرون إلى إتحاف بعضهم بالهدايا ونحوها من منطلق منطقي، أو من شعور إنسان نقي وبرئ، أو من مبادئ إنسانية، ومثل عليا. وإنما غالبا ما يكون ذلك تزلفا، وتصنعا، بهدف الحصول على ما هو أغلى، وما هو أهم، أو بهدف دفع غائلة من لا يجدون لدفع غائلته وسيلة، ولا عن التصنع والتزلف إليه مهربا، ومحيصا. ولاجل ذلك. فلو فرض أن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) قد قبل هديتهم. فعدا عن كون ذلك يدخل في نطاق الموادة لهم، وهو ما ينهى عنه القرآن الكريم صراحة، فإنه لو أراد بعد ذلك أن يتخذ من إنحرافاتهم وجرائمهم، موقفا رافضا ومسؤولا، فلسوف يعتبرون ذلك، ويعتبره كل من هو على شاكلتهم نكرانا للجميل، وكفرانا للنعمة، الامر الذي يجعل من هذا الامر مبررا لاية سلبية تظهر على مواقفهم منه فيما يأتي من الايام. كما أن رفض النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) لهديتهم، لا يعتبر مقابلة للاكرام بضده. ولا بعد خلقا سيئا، أو تصرف نابيا. إذ أن النبي (صلى الله عليه وآله) يملك كل الحق في أن يفهمهم أن القضية، قضية مصيرية، لا يمكن الاغضاء عنها، ولا التساهل فيها، ولا تخضع للمساومة، ولا للمداهنة، ولا يمكن التنازل عن أي شئ فيها في مقابل المال والنوال. ولا سيما إذا كان إعطاء المال أو تقديم الهدية يوزن بميزان ________________________________________