وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 343 ] الذي ينبغي له، هذا دليله عقله وحكمته، ورائده رضى به، وسلامة دينه، والفوز بالاخرة، وذاك دليله هواه ورائده شهواته، وهدفه الدنيا، وزخرفها. وفي مقابل ذلك نجد عامر بن الطفيل ينقاد لهواه فيقتل الرسول، والرسل لا تقتل، ويخفر الذمة، ويستعمل طريقة الختر والغدر، وكل ذلك شنيع، وفظيع. وهو كذلك ينقاد لهواه لانه يرفض أن يكون موته بغدة كغدة البعير، ويأنف أن يكون ذلك في بيت سلولية. أما رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهو يسنجم مع أخلاقه، كما أنه ينطلق من مبادئه السامية في كل مواقفه ولا يخرجه أي شئ عن توازنه ومتانته، لا يزعزع ثباته، ولا تزله الرياح العواصف مهما كانت هوجاء، وعاتية (1). دية الرجلين، لماذا: ومن جهة ثانية نلاحظ: أن قبيلة عامر قد رفضت الاستجابة لطلب ابن الطفيل بقتل المسلمين، وذلك وفاء لذمة أبي براء وجواره. ولا بد أن يكون موقف النبي (صلى الله عليه وآله) هذا مؤثرا في إعطاء صورة حسنة للعامريين ويفترض البعض أيضا أن ذلك يزيد في حالة عدم الانسجام فيما بين هذه القبيلة وبين عامر ابن الطفيل، الذي ارتكب تلك الجريمة النكراء، فهو (صلى الله عليه وآله) يريد استمالة بني عامر إلى جانبه، ولهذا قرر التدخل في السياسة الداخلية للقبيلة. ولكننا نقول: إن بعض النصوص تؤكد أن موقف النبي هذا قد كان ________________________________________ (1) راجع كتاب: محمد في المدينة ص 49. (*) ________________________________________