وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 12 ] ونحن نقول: إن نفيسة المقداد ومواقفة تأبى أن يكون ممن شق عليهم ذلك، بدليل موقفه العظيم الاتي بعد صفحات يسيرة إن شاء الله، حينما استشار النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أصحابه في حرب قريش. أضف إلى ذلك: أن الاية تدل على أن هؤلاء قد خافوا وجبنوا عن القتال، وكانت خشيتهم وخوفهم من الناس أشد منها بالنسبة إلى الله سبحانه، وأن ذلك كان لاجل حب البقاء، وللتمتع بالدنيا. ونحن نعلم: أن المقداد لم يكن جبانا قط، ولا كان من محبي البقاء في الدنيا على حساب الدين والاسلام، وتلك هي حياته سيرته خير شاهد على ما نقول. كما أن الرواية والاية تدلان على أن فريقا من أولئك المذكورين أولا قد شق ذلك عليهم، وليس الكل. وأما من عدا المقداد ممن ذكرت الرواية أسماءهم، فإن تعلقهم بالدنيا كما يظهر من سيرة حياتهم ومواقفهم المختلفة، يؤيد أن يكونوا ممن شق عليهم ذلك فعلا. فأما عبد الرحمان بن عوف، فلا يشك في كونه من الذين قالوا ذلك كما يفهم من بعض النصوص (1) ولقد ترك هذا الرجل من المال ما هو معروف ومشهور، وقد جرى بين أبي ذر وعثمان وكعب الاحبار، ما جرى بسبب ذلك (2)، وقد صرح بأنه أكثر قريش مالا (3). ________________________________________ (1) يفهم ذلك من إطلاقات روايات الدر المنثور فراجع. (2) راجع: مروج الذهب ج 2 ص 340 ومسند أحمد ج 1 ص 63 وراجع: حلية الاولياء ج 1 ص 160 والغدير ج 8 ص 351 وراجع: أنساب الاشراف ج 5 ص 52 وشرح النهج للمعتزلي ج 3 ص 54 وج 8 ص 256 وتفسير الميزان ج 9 ص 251 - 258 وتاريخ الامم والملوك وغير ذلك. (3) راجع: كشف الاستار عن مسند البزار ج 3 ص 172 ومجمع الزوائد ج 9 ص 72. (*) ________________________________________