وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 149 ] إنكار أبى جعفر المنصور لضرب مالك قال: وذكروا أنه لما بلغ أبا جعفر ضرب مالك بن أنس، وما أنزل به جعفر بن سليمان أعظم ذلك إعظاما شديدا، وأنكره ولم يرضه، وكتب بعزل جعفر بن سليمان عن المدينة، وأمر أن يؤتى به إلى بغداد على قتب (1). وولى على المدينة رجلا من قريش من بنى مخزوم، وكان يوصف بدين وعقل وحزم وذكاء، وذلك في شهر رمضان، من سنة إحدى وستين ومائة. وكتب أبو جعفر إلى مالك بن أنس، ليستقدمه إلى نفسه ببغداد، فأبى مالك، وكتب إلى أبى جعفر يستعفيه من ذلك، ويعتذر له ببعض العذر إليه. فكتب أبو جعفر إليه: أن وافنى بالموسم العام القابل إن شاء الله، فإنى خارج إلى الموسم. دخول مالك على أبى جعفر بمنى قال وذكروا: أن مالكا حج سنة ثلاث وستين ومائة، ثم وافى أبا جعفر بمنى أيام منى، فذكروا أن مطرفا أخبرهم، وكان من كبار أصحاب مالك. قال: قال لى مالك: لما صرت بمنى أتيت السرادقات، فأذنت بنفسى، فأذن لى، ثم خرج إلي الآذن من عنده فأدخلني. فقلت للآذن: إذا انتهيت بى إلى القبة التى يكون فيها أمير المؤمنين فأعلمني، فمر بى من سرادق إلى سرادق، ومن قبة إلى أخرى، في كلها أصناف من الرجال بأيديهم السيوف المشهورة، والاجزرة (2) المرفوعة، حتى قال لى الآذن: هو في تلك القبة، ثم تركني الآذن وتأخر عنى، فمشيت حتى انتهيت إلى القبة التى هو فيها فإذا هو قد نزل عن مجلسه الذى يكون فيه إلى البساط الذى دونه، وإذا هو قد لبس ثيابا قصدة (3)، لا تشبه ثياب مثله، تواضعا لدخولي عليه، وليس معه في القبة إلا قائم على رأسه بسيف صليت (4)، فلما دنوت منه، رحب بى وقرب. ثم قال: هاهنا إلي، فأوميت للجلوس. فقال: هاهنا، فلم يزل يدنينى حتى أجلسني إليه، ولصقت ركبتي بركبتيه. ثم كان أول ما تكلم به أن قال: والله الذى لا إله إلا هو يا أبا عبد الله ما أمرت بالذى كان، ولا علمته قبل أن يكون، ولا رضيته إذ بلغني (يعنى الضرب). قال ________________________________________ (1) القتب: بفتح القاف والتاء: البرذعة الصغيرة على قدر سنام البعير وهى مهينه غير كريمة. (2) الاجرزة: جمع جرز بضم الجيم وهو عمود الحديد. (3) قصدة: غير فخمة ولا غالية الثمن (4) السيف الصليت: المعد للقطع أو القتل. (*) ________________________________________