وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 9 ] يحتمله ملك ولا نبي ولا مؤمن ": أن الملك لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك غيره والنبي لا يحتمله حتى يخرجه إلى نبي غيره والمؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره، فهذا معنى قول جدي (عليه السلام). * الشرح: قوله (ما معنى قول الصادق (عليه السلام) حديثنا لا يحتمله ملك مقرب) لما كان ظاهر هذا الحديث أن حديث فضائلهم (عليهم السلام) لا يحتمله هؤلاء المقربون ولا يؤمنون به وهو باطل، سأله سائل عن محمل صحيح (1) له فأجاب (عليه السلام) بأن الغاية محذوفة ومعناه أنهم لا يحتملونه حتى يؤدونه ويخروجون ________________________________________ 1 - قوله " وهو باطل سأله سائل عن محمل صحيح " الكلام ليس خاصا بفضائلهم (عليهم السلام) وليس عاما أيضا لجميع فضائلهم، بل في كل باب من أبواب الأصول أسرار، لا يحتملها إلا ملك مقرب... الخ. أما مع كلمة إلا الاستثنائية بمعنى أن الملك المقرب والنبي المرسل والمؤمن الممتحن يحتملونه. وأما بحذف كلمة إلا بمعنى أن الملك المقرب أيضا لا يحتمله، والإشكال فيه على الحذف أنه إذا لم يحتمله هؤلاء فلا يحتمله غيره بالطريق الأولى، فما فائدة ذكر هذا الحديث ونقله وروايته إذا لم يحتمله أحد. الجواب عن الإشكال على ما نسب في هذه الرواية إلى الإمام (عليه السلام) أن المقصود ليس عدم احتمال الملك المقرب وغيره لهذا الحديث مطلقا بل يحتمله، ليوصل الحديث الصعب إلى غيره، وكان الشارح لم يرض بهذا الجواب وتمسك بالتسليم ورد علمه إليهم والحق أن الرواية ضعيفة والراوي مجهول، ولازم هذا الجواب أن الاحتمال بمعنى النقل والرواية، مع أن الظاهر بل صريح ما يأتي في الحديث الخامس أنه بمعنى القبول والإدراك، فإن صح حديث الحذف، كان المفاد أن الملك المقرب أيضا لا يدرك ولا يفهم حديثهم، فالوجه أن يحمل على ما لم يظهر منهم (عليهم السلام) أصلا لا ما نقل واشتهر وتداول من حديثهم ووجد بأيدي الناس إذ يخلو حينئذ نقله عن الفائدة. وربما ينصرف ذهن الماديين والملاحدة من هذا الحديث إلى أن مسائل الإمامة وأمثالها من مسائل ما وراء الطبيعة التي ليس للإنسان قوة على دركها ولذلك هي صعب مستصعب وإنما الإنسان له قوة الحس فقط والحس لا يجاوز أجسام هذا العالم المادي. وفيه أن هذا غير مفهوم من هذا الحديث بل المستفاد منه أن بعض المسائل لغموضه مما لا يصل إليه ذهن أكثر أفراد الإنسان ولا ينافي ذلك وجود قوة على ادراك ما وراء الطبيعة بل تلك القوة هي الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان، ثم إن هذا المعنى الخبيث الباطل لا يصح نسبته إلى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) مع أن شأنهم صرف الأذهان إلى إدراك ما وراء الطبيعة والتفكر فيه وذم الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، ومنع الناس عن القول بالتقليد ومتابعة الكبراء وأمرهم بالتدبر والتعقل في أدلة التوحيد والنبوة والمعاد، فلو كان مسائل ما بعد الطبيعة مما لا يصل إليه ذهن الإنسان بطل هذه كلها، والعجز عن البعض لا يوجب العجز عن الكل كما أن عجز البصر عن رؤية بعض الأشياء لا يوجب عجزه عن رؤيه كلها ولو كان عجز العقل عن إدراك بعض المسائل العويصة الإلهية موجبا لإنكار قوة للإنسان يدرك بها الكليات = (*) ________________________________________