[ 12 ] وفيه إشارة إلى أن هويته الأبدية هي بعينها هويته الأزليه بلا تفاوت أصلا. (خالق كل شئ) على تباين أو صافها وتضاد صورها وتخالف أشكالها، وهذا مما يشهد بإثباته العقل أيضا فإن العبد عند أخذ العناية الإلهية بضبعيه يعلم أن جميع الموجودات مستند إلى تدبير حكيم وتقدير عليم، والغرض من ذكره هو التأكيد والتعليل لجميع ما مر فإن كونه خالق كل شئ ينتهي إليه سلسلة الموجودات كلها ولو بوسائط يدل على أنه أول على الإطلاق وإلا لكان الأول الحقيقي غيره، فذلك الغير هو الذي ينتهي إليه سلسلة الإيجاد لا هو، هذا خلف، وقس عليه البواقي. * الأصل: 7 - محمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فسأله رجل فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالى له أسماء وصفات في كتابه ؟ وأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن لهذا الكلام وجهين، إن كنت تقول: هي هو أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك وإن كنت تقول: هذه الصفات والأسماء لم تزل فإن (لم تزل) محتمل معنيين. فإن قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وإن كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها، فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه وهي ذكره وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر وهو الله القديم الذي لم يزل والأسماء والصفات مخلوقات والمعاني والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ فلا يقال: الله مؤتلف ولا الله قليل ولا كثير ولكنه القديم في ذاته، لأن ما سوى الواحد متجزئ، والله واحد لا متجزئ ولا متوهم بالقلة والكثرة، وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دال على خالق له، فقولك: إن الله قدير خبرت أنه لا يعجزه شئ فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه، وكذلك قولك: علم إنما نفيت بالكلمة الجهل وجعلت الجهل سواه وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ولا يزال من لم يزل عالما. فقال الرجل: فكيف سمينا ربنا سميعا ؟ فقال: لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأسماع ولا نصفه بالسمع المعقول في الرأس وكذلك سميناه بصيرا لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار من لون أو شخص أو غير ذلك ولم نصفه ببصر لحظة العين وكذلك سميناه لطيفا لعلمه بالشئ اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك وموضع النشوء منها والعقل والشهوة للسفاد والحدب على نسلها وإقام بعضها على بعض ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والأودية والقفار فعلمنا أن خالقها لطيف بلا ________________________________________