المغارسة مما ينبغي للمؤلفين المختصرين التعرض له وذكر أحكام المغارسة ومسائلها فيه ولكنهم لم يفعلوا ولما ذكر لم يتعرضوا ولا أدري ما قصدهم بذلك ولا ما أرادوه هنا لك وعنيت بمن أشرت إليه الشيخ الإمام العالم العلامة القدوة الكامل أبو عمرو عثمان بن الحاجب والشيخ الفاضل والأسوة الكامل خليل بن إسحاق رحمهما الله تعالى ونفعنا بهما وبأمثالهما ولا حاد بنا عن طريقهما ونهجهما وكان بعض شيوخنا أعلى الله تعالى مقامه ورفع في الدارين ذروته وسنامه كتب إلي أن أكتب بعض مسائلها وما يصح منها وما يترتب على فاسدها فكتبت إليه في ذلك بعض ما حضرني ثم طلب مني بعض إخواني من الطلبة ورغب إلي بعض أحبابي من أهل النسبة أن أجمع في الباب مسائل جمة وأن أذكر فيه أحكاما مهمة هذا مع ما علم من جهلي وقصوري وبعدي عن طريق الحق بالكلية وتقصيري لكن لما رأيت من تأكيد طلبتهم وحثيث رغبتهم أسعفتهم لما طلبوا وأجبتهم لما فيه رغبوا رجاء فيما عند الله تعالى من الثواب الجزيل واتقاء لما عنده من العذاب الجليل نسأله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بتوبة نصوح بحيث لا يبقى معها إلى المخالفة ميل ولا جنوح وأن يصحبنا بعونه ويكون معنا دائما بلطفه إنه ولي ذلك والقادر عليه ثم إني رأيت أن أذكر ما حضر لي في هذا الباب من جملة الأحكام التي اختطفتها من غير ما كتاب على طريقة الشيخ خليل في مختصره في اصطلاحه ومحاذاة عباراته ثم اتبعه إن شاء الله تعالى بذكر ما حضر كالشرح لتلك الألفاظ والبيان لما فيها من مقاصد وأغراض ونسأل الله تعالى التوفيق للصواب وأن يسلك بنا الزلفى وحسن مآب بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله والأصحاب