وليس عند المذل والمنتقم من حيث أنه مذل أو منتقم سعادة بل لو قصد سعادته لما ربه بل تركه ليربه المعز والرحيم .
فإن قلت إسعاده إنما قبل ذلك .
قلنا لك فمن أين يلزم الرضا وإن لزم لأجل إبقاء ربوبيته على زعمك الفاسد فلا نسلم لزوم السعادة لئلا تزيل الربوبية .
والرضا لا يزيل الشقاوة بل يحققها .
ثم قال فرضي الله تعالى عن عبيده فهم مرضيون ورضوا عنه فهو مرضي إلخ .
أقول إن أراد بالعبيد الموصوفين بالعبودية المطيعين لربهم المذكورين في قوله تعالى وعباد الرحمن .
إلى آخر الآيات فمسلم وإن أراد العموم فهو كذب على الله سبحانه وتعالى لثبوت المغضوب عليهم بالنصوص القطعية والأدلة اليقينية .
قال الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعيد والحضرة الإلهية تطلب الثناء المحمود بالذات فيثنى عليها بصدق الوعد لا بصدق الوعيد بل بالتجاوز فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله .
لم يقل ووعيده بل قال ونتجاوز عن سيئاتهم مع أنه توعد على ذلك .
فأثنى على إسماعيل بأنه كان صادق الوعد وقد زال الإمكان