[ 29 ] في اخر الشهر وهما من ليالى المحاق ومنه قول الشاعر للبدر منه ائتلاق الوجه من لهب وللسرار انمحاق الخصر من هيف وترك العطف في صل لكمال الانقطاع بين الجملتين المقتضى للفصل ثم لما كانت الطريقة الاقوم والوتيرة الاجمل الاتم في عرض الحاجة لدى الغنى المغنى الاكرم الاجود الاعظم ان يمجد اولا علو شأنه ويبجل سمو مكانه وبعد اجراء شطر من الفضايل عليه واهداء شكر عضة من الفواضل لديه فليتوسل بذيل اكرم احبائه ومقربيه وافضل اودائه ومجاوريه ليقع عرضه موقع القبول ويظفر بنيل المأمول اشتغل (ع) بعد ذكر طايفة من جمايله وفضايله بالصلوة على اكرم وسايله واشرف قواده ودلايله محمد وآله هذا على وفق السيرة الفاضلة والسنة العادلة والعادة الجيدة الكاملة واما بحسب العقل فليعلم ان لا ربط للحادث بالقديم الا بواسطة وللممكن بالواجب الا برابطة برزخية ذات حظ من الجانبين متمكنة في الحد المشترك الطرفين ومن ثم اشتهرت كيفية ربط المعلول الحادث بالعلة القديمة بالداء العياء لانها اعيت عقول العقلاء المتفكرين حيث انه لا يجوز تخلف المعلول عن العلة التامة خصوصا المبدء التام الغنى الذى لا يحتاج إلى معاون أو الة أو معد أو شرط حتى انتظار وقت أو نحو ذلك والاشكال في موضعين احدهما ربط الحوادث اليومية وهذا يتوجه على الحكيم والمتكلم كليهما وكيفية ربطها بالقديم تعالى شانه ان الحركة المستديرة الفلكية اقدم وابقى وادوم من الحركات المستقيمة والكاينات العنصرية وتلك الحركة الفلكية كساير الحركات المستقيمة تنشعب إلى حركة بمعنى القطع والى حركة بمعنى التوسط وقد حقق في موضعه ان القطع امر ممتد منقسم راسم للزمان والتوسط امر بسيط محفوظ دائم في جميع حدود الحركة ثابت بذاته انما التغير في نسبه إلى حدود المسافة وهو بازاء الآن السيال فعلة كل حادث في عالم الكون مجموع امرين اصل ثابت قديم وهو قدرة الله ونور الله وكلمة الله وامر الله عباراتنا شتى وحسنك واحد وشئ حادث جديد شيئا فشيئا هو جزء من تلك الحركة القطعية هو شرط تأثير ذلك الاصل القديم فبذلك الجزء يسند إليه الحادث الكونى واما اسناد نفس الحركة إلى الله تعالى فباعتبار جنبته التوسط لان الثابت منسوب إلى الثابت كما ان الحادث منسوب إلى الحادث هذا عند اكثر الحكماء وعند بعض محققيهم كيفية الربط بان الطبيعة الفلكية متجددة ذاتا بنحو تجدد الامثال ولها وجه عقلي بسيط دائم عند الله فهى باعتبار مراتبها المتجددة ________________________________________