وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 33 ) في مهرجان الشريف الرضي (1) . وبين يدي الآن " المجازات النبوية " وهو حاشد بإفاضات الشريف الرضي الدلالية في المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية وما تلاحظه فيه تجده في تلخيص البيان ، وكله نماذج صالحة للاستدلال ، وليس على سبيل الاختيار وأورد هذا المثال من شرح وإبانة الرضي في الحديث الشريف : ـ " إيّاكم والمغمضات من الذنوب " . فإنه يقف عند دلالة اللفظ ويقول : ـ " المراد بالمغمضات هنا على ما فسره الثقات من العلماء : الذنوب العظام يركبها الرجل وهو يعرضها فكأنه يغمض عينيه تعاشياً عنها وهو يبصرها ، ويتناكرها اعتمادا وهو يعرفها ، وربما روي هذا الخبر بفتح الميم من المغمضات فيكون المراد به على هذا الوجه ضد المراد به على الوجه الأول لأن المغمضات بالكسر : الذنوب العظام ، والمغمضات بالفتح الذنوب الصغار ، ... وإنما سميت مغمضات لأن تدق وتخفى ، فيركبها الأنسان بضرب من الشبهة ولا يعلم أنه عاصٍ يفعلها " (2) . فالرضي هنا أشار لدلالة اللفظ بلاغياً فاعتبره استعارة ونقدياً بقوله : " فكأنه يغمض عينيه تعاشياً عنها وهو يبصرها " ولغوياً فأعطى المعنى على جهة الأضداد في حالتي فتح الميم من ( مغمضات ) وكسرها ، وهو بذلك يعطي نظرة الدلالة عملياً . وكذلك شأنه في جميع مختاراته من الحديث في الكتاب المذكور . والطريف عند الشريف الرضي في هذا المجال تداخل تطبيقاته لا في اختياراته فحسب ، بل فيما يجري مجراها ، ويتعلق بمضمونها ، فيحمله عليها ويعتبره منها ، وإن لم يقصد إليه أولاً وبالذات ، ولكنه تدافع الكلام ، وسبيل الاستشهاد المركز كما فعل عند قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كيف أنت إذا بقيت في ____________ (1) عقد في بغداد بمناسبة ذكراه الألفية (1406هـ ) من قبل وزارة الثقافة والإعلام في قاعة ابن النديم وقاعة المتحف العراقي للفترة : 6، 7/10/1985م . (2) الشريف الرضي ، المجازات النبوية : 228 وما بعدها .