وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 30 ) هذا موضع ضيق متحجر لا يمكن تحريفه ، ولا يسوغ تبديله شيء ، فعبر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أصواتاً تامة مفيدة ، وعدل به عن القول الذي قد يكون أصواتاً غير مفيده ، وآراء معتقدة (1) . وفي الملحظ نفسه نجده يتلمس المناسبة بين كلمتي المسك والصوار (2) . ويستمر ابن جني في المنظور التطبيقي لدلالة الألفاظ فيستنبط العلاقة الدلالية لمادة (جبر) بكل تفريعاتها المتناثرة كالجبر والجبروت والمجرب ، والجراب . فيجد في قوتها وصلابتها وقسوتها وشدتها معنىً عاماً مشتركاً بين مفرداتها تجمعه القوة والصلابة والتماسك (3). ولا يكتفي بذلك حتى يعقد في كتابه المذكور فصلاً بعنوان ( تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني) وباباً آخر لمناسبة الألفاظ للمعاني ، وقال عنه : إنه موضع شريف لطيف ، وقد نبّه عليه الخليل(4). وإليك هذا النص الدلالي كما يقومّه ابن جني : ـ " فأما مقابلة الألفاظ بما يشكل أصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع ، ونهج متلئب عند عارفيه مأموم ، وذلك أنهم كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر عنها فيعدلونها بها ، ويحتذونها عليها ، وذلك أكثر مما نقدّره ، وأضعاف ما نستشعره ، ومن ذلك قولهم خضم وقضم ، فالخضم لأكل الرطب ... والقضم لأكل اليابس " (5). 4ـ أما أحمد بن فارس ( ت: 395 هـ ) فيعد بحق صاحب نظرية في دلالة الألفاظ ، فكتابه مقاييس اللغة يعنى بالكشف عن الصلات القائمة بين ____________ (1) المصدر نفسه : 1/18 . (2) المصدر نفسه : 507 . (3) المصدر نفسه : 525 . (4) ظ : للتفصيل في الموضوع : السيوطي ، المزهر : 47 وما بعدها . (5) ابن جني ، الخصائص : 1/65 .