(55) في التفسير، بل هو أول من ألقى دورساً منظمة في التفسير. ولمدة سنتين لم ينقطع خلالها فيما رتبه لنفسه على النحو الذي يشير إليه بدقة ميدانية: أبو عبد الله محمد بن الجهم بن هارون السمري ( ت: 268 هـ ) بقوله لدى تدوينه معاني القرآن، " هذا كتاب فيه " معاني القرآن " أملاه علينا أبو زكريا: يحيى بن زياد الفراء يرحمه الله، عن حفظه من غير نسخة، في مجالسه: أول النهار، من أيام: الثلاثاوات والجمع، في شهر رمضان، وما بعده من سنة إثنتين، وفي شهور سنة ثلاث، وشهور من سنة أربع ومائتين " (1). وتشوق الناس إلى كتب الفراء، بعد إنتشار المعاني. وكان أبو العباس، أحمد بن يحيى المعروف بثعلب ( ت: 291 هـ ) إمام الكوفيين في زمانه، قد نسب له الحريري في ( درة الغواص ) كتاباً إسمه ( معاني القرآن ) (2). ويبدو أنه يدور في فلك الفراء من حيث العرض والأسلوب، لأن هذا هو الشائع في العصر آنذاك. وأبو بكر بن الأنباري ( ت: 328 هـ ) يعد من أبرز تلامذة ثعلب، وأكثرهم أخذاً عنه، وقد أتقن اللغة وتفسير القرآن، فألف كتاب: الوقف والابتداء في القرآن الكريم، وهو المعروف بـ " كتاب الايضاح في الوقف والابتداء " وقد لمحت له طبعة حديثة جيدة، ومنه عدة نسخ خطية في مكتبات العالم (3). وكان أبو بكر السجستاني ( ت: 330 هـ ) تلميذ أبي بكر بن الانباري، وله كتاب طريف اسمه: " اشتقاق أسماء نطق بها القرآن، وجاءت بها السنن والاخبار " وهذا العنوان والكتاب، هو المحفوظ خطياً في الأسكوريال: ثاني / 1326. ويذهب بروكلمان أن عنوان الكتاب هو: نزعة القلوب أو ( المكروب ) في غريب القرآن أو في ( تفسير كلام علاّم الغيوب ) وهو لا يذكر مواد ____________ (1) ظ: الفراء، معاني القرآن: 1 / 1. (2) ظ: بروكلمان، تأريخ الادب العربي: 2 / 199. (3) ظ: المصدر نفسه 2 / 216.