وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(36) وعلى الاعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ". فهؤلاء في حالة وجود الحجاب الحاجز بين أهل الجنة وأهل النار، وهناك السماك المرتفع الذي يطل منه أصحاب الأعراف على الجمع، وهؤلاء أنفسهم لهم صلاحية متميزة خاصة عرفوا بها، إنهم يعرفون أهل الجنة بسيماهم، وأهل النار بسيماهم، فهي خاصية كبرى فريدة، لا تقاربها خاصية أخرى يومئذ، تلك الخاصية تنبئ عن القرب الملكوتي من الله تعالى، وتتحدث عن التصرف بأمره تعالى، فهم يشرفون على الجمع في ساحة البعث، فيعرفون كل ذات بالسمة المجردة لها، والمعرفة بها من الأولين والآخرين، سواء في ذلك من كان منهم في أعلى عليين، ومن هبط منهم وانحدر أسفل سافلين. وهنا يتحدّد الوعد الآلهي الحق بأنهم المنصورون، وأنهم المقربون، وأنهم الشفعاء، وأنهم الشهداء، وذلك في تمام الآية مباشرة: ( وَنَادَوا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطمَعُونَ ) الاعراف / 46. فهذا النداء بهذا الامر إنما تحصل قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة، وهم يطمعون بدخولها، وصيغة النداء سلام عليكم. ولا تنفس يومئذ ولا تكلم " هذا يوم لا ينطقون ". وحين إعتلاء هذه الحالة آفاق المحشر، تنحدر الأبصار للطرف الآخر: (* وَإِذَا صُرِفَت أَبصَارُهُم تِلقَاءَ أَصحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجعَلنَا مَعَ القَومِ الظِّالِمِينَ * ) الأعراف / 47. وقد يقال بأن هذا دعاء أصحاب الأعراف ولا مانع من ذلك أن يتعوذ المؤمن من الكون مع الظالمين ؛ ولكن التدبر في السياق، وهو يريد أن يتحدث عن منزلة رجال الأعراف وموقعهم في ذلك اليوم يوحي بأن الضمير في " أبصارهم " و " قالوا " يعود إلى أهل الجنة، لأنهم في تلك الحال يدعون ويتضرعون كما هو شأن الأبرار، والتوقيت قبل دخول أهل الجنة الجنة، وقبل دخول أهل النار النار أيضاً. وهنا تبدو الحقيقة الأخرى في خطاب أصحاب الأعراف رجالاً من أهل النار: ( وَنَادَى أَصحَابُ الأَعرَافِ رِجَالاً يَعرِفُونَهُم بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغنَى عَنكُم جَمعُكُم وَمَا كُنتُم تَستَكبِرُونَ * ) الأعراف / 48. هذا النداء الصادر من أصحاب الأعراف للجمع المتكبر من الجبابرة.. فيه تقريع لهم، وشماتة بهم، وسخرية بواقعهم، وتأنيب على