وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(34) ميزاناً فيما بينه وبين نفسه كما في قوله تعالى: ( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفسِهِ بَصِيرَةٌ * ) القيامة / 14. ثم يشير إلى طبيعته في التمرد وتجاوز الحدود ظلماً وكفراناً كما في قوله ( إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومُُ كَفَّارُُ ) إبراهيم / 34. ويعبر عنه مستفضعاً ما جبلت عليه نفسه عناداً وإصراراً وطغياناً بما قال تعالى: ( قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكفَرَهُ * ) عبس / 17. وحقق القرآن مع الانسان فيما يبقى له، وما يتواجد معه، بعد مفارقته الدنيا ووفوده على الله تعالى متحدثاً عما ينفعه فيما عمل فقال: ( وَأَن لَّيسَ لِلإِنسَانِ إلاّ مَا سَعَى * ) النجم / 39. وأشار أنه سوف يتذكر ذل ( يَومَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى * ) النازعات / 35. ومع كل هذا التقويم لا يترك القرآن الإنسان دون عظة وعبرة ونصح كريم: ( أَيَحسَبُ الإِنسَانُ أَن يُترَكَ سُدًى * ) القيامة / 36. فيهزه من الأعماق ليقف به على تجاوزه وتعديه بما يكشف عنه قوله تعالى: ( يَأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ * ) الانفطار / 6. وقد يقال في جواب هذا أنه ألهمه الجواب الناجع: غرني يا رب كرمك. وهذا فضل جديد يضاف للأفضال السابقة، وهنا يتطامن هذا الطاغوت لينظر إلى أولياته في التكوين، ليكبح من جماح نفسه، ويخفف من غلواء جبروته فيصكه الله تعالى بقوله: ( فَليَنظُرِ الإِنسَانَُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجعِهِ لَقَادِرًً * ) الطارق / 5 ـ 8. فإذا رجع إلى الله، ووقف للحساب الجديد، هنالك: ( يَقُولُ الإِنسَانُ يَومَئِذٍ أَينَ المَفَرُّ * كَلاَّ لاَ وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَومَئِذٍ المُستَقَرُّ * يُنَبَّؤُا الإِنسَانُ يَومَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * ) القيامة / 10 ـ 13. وهنا يصطدم هذا الانسان الغر الجاهل المتعنت الضعيف بالحقيقة الهائلة الكبرى إذ يقف بين يدي أعماله وذنوبه وجهاً لوجه، لا ستار ولا حجاب، ولا إستقالة: ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ كِتَاباً يَلقَاهُ مَنشُوراً * ) الاسراء / 13. هذه المفاجأة لجنس الانسان إلا المتقين يجب أن يقف بإزائها وقفة الصامد الخبير، فأعماله متمثلة أمامه، وأفعاله وأقواله متجسدة في قوالبها لديه، والشاهد هو الحاكم، والحاكم هو الله، وكفى في ذلك شدة وروعة وترويعاً وذهولاً، لهذا فقد حذر هذا الانسان من أهوال ذلك اليوم ومشاهده، قال تعالى: ( يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ