( 8 ) ولنقتصر من سيرته وكلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاَُمور التالية: أ. قدِم النبيص يثرب، و الاَوس و الخزرج يقودان جمله وشبّانهم يطوفون حوله وكانت القبيلتان هما الحجر الاَساس لبناء الدعوة الاِسلامية، ولكن كان بين الطائفتين قبل اعتناق الاِسلام حروب طاحنة أسفرت عن مصرع العديد منهم و كانت البغضاء والعداوة متفشية بينهم، وفي تلك الظروف هبط عليهم النبيورأى ضرورة رأب الصدع وتقريب الخطى بين القبيلتين بل جعْلَهما اخوين متحابين ومتراحمين. فأوّل خطوة قام بها هي التآخي بينهما حسماً لمادة الخلاف وإنساءً للماضي.(1) ب. انتصر المسلمون على قبيلة بني المصطلق، فبينا رسول اللّه على مائهم نشب النزاع بين رجل من الاَنصار ورجل من المهاجرين، فصرخ الاَنصاري، فقال: يا معاشر الاَنصار، وصرخ الآخر، وقال: يا معشر المهاجرين، فلما سمعهما النبيصقال: دعوها فانّها منتنة...(2) يعني انّها كلمة خبيثة، لاَنّها من دعوى الجاهلية، واللّه سبحانه جعل الموَمنين إخوة وصيّرهم حزباً واحداً، فينبغي أن تكون ____________ 1 ـ الدر المنثور:2|287، تفسير الآية 103 من سورة آل عمران، نقل عن مقاتل بن حيان انّ هذه الآية نزلت في قبيلتين من قبائل الاَنصار، إلى أن قال: فقدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأصلح بينهم. 2 ـ ابن هشام: السيرة النبوية:3|303، غزوة بني المصطلق.