( 5 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين وآله وصحبه المنتجبين. أمّا بعد، فهذه بحوث موجزة حول التوحيد والشرك في القرآن الكريم أقدِّمُها إلى الجيل الصاعد من أبناء أُمّتنا الاِسلامية بُغية الحفاظ على كيانهم ووحدة كلمتهم وإنقاذهم من مخالب الشرك وهدايتهم إلى حظيرة التوحيد. فانّ الهدف الاَسمى لجميع الرسل هو مكافحة الشرك وتحطيم قلاعه، قال سبحانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنا في كُلِّ أُمّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوت) .(1) وقد أضحت مسألة التوحيد والشرك من المسائل الهامّة في عصرنا هذا، لا سيما وأنّها صارت ذريعة لتشتيت الصفوف وتمزيق الوحدة الاِسلامية، مع أنّ الواجب على كلّ مسلم الحفاظ على توحيد الكلمة وتعزيز أواصر الاَخوَّة. ويأتي الكلام في الموضوع ضمن مقدمة وفصول. ____________ 1 ـ النحل | 36 .