( 51 ) سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون) فلا يبصرون طريق الرشد(فَأَخذتهُم الصَّيحة) أي الصوت الهائل (مشرقين) أي في حال شروق الشمس. المقسم به المقسم به هو عبارة عن العمر، أعني في قوله: "لعمرك" يقول الراغب: العَمر والعُمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة، فإذا قيل طال عمره فمعناه عمارة بدنه بروحه، إلى أن قال: والعَمر والعُمر واحد لكن خصَّ القسم بالعَمر دون العُمر، كقوله سبحانه: (لَعَمْرُكَ انَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون) . وأما العُمُر فكما في قوله سبحانه :(فطالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُر ) ، وفي آية أُخرى:(لَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُركَ سِنين) . فاللفظان بمعنى واحد لكن يختص القسم بواحد منهما. (1) المقسم عليه هو قوله :( انَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون) ، والمراد أقسم بحياتك وبقائك يا محمد، انّهم لفي سكرتهم وانغمارهم في الفحشاء والمنكر متحيرين لا يبصرون طريق الرشد. وأمّا الصلة بين المقسم به والمقسم عليه. قال ابن عباس: ما خلق اللّه عزّوجلّ وماذرأ ولا برأ نفساً أكرم عليه من محمد، وما سمعت اللّه أقسم بحياة أحد إلاّ بحياته فقال لعمرك. (2) ____________ 1 ـ المفردات: 347، مادة عمَر. 2 ـ مجمع البيان: 3|342.