فكذلك العالم بجواهره وأعراضه وأجزائه وأبعاضه دلالة دالة على وجود الرب سبحانه وتعالى .
فإن قيل ما حد الجوهر وما حقيقة العرض .
قلنا الجوهر قد ذكرت له حدودا شتى غير أنا نقتصر على ثلاثة منها فنقول الجوهر المتحيز .
وقيل الجوهر ماله حجم .
وقيل الجوهر ما يقبل العرض .
فأما العرض فقد قيل ما يقوم بالجوهر .
وقيل ما يطرأ على الجواهر كالألوان والطعوم والروائح والعلوم والقدر والإرادات الحادثة وأضدادها والحياة والموت .
وقيل العرض ما يستحيل عليه البقاء .
ثم أعلم أن الموجود ينقسم إلى قديم وحادث .
فالقديم هو الموجود الذي لا أول لوجوده .
والحادث هو الموجود الذي له أول .
فإن قيل ما الدليل على حدوث العالم .
قلنا الدليل عليه أن أجرام العالم وأجسامها لا تخلو عن الأعراض الحادثة وما لا يخلو عن الحادث حادث