والإدراك فإن من اهتم بشيء أدركه فكيف لا يفهم طالب الحق مقاصد الانبياء والمرسلين والسلف الصالحين مع الاهتمام فيه وبذل الجهد فيه وحسن القصد ولطف أرحم الراحمين .
ولا ينبغي لطالب الحق والصواب أن يصغي إلى من يصده عن كتب الله وما أنزل فيها من الهدى والنور والرحمة لطفا للمؤمنين ونعمة للشاكرين وليحذر كل الحذر من زخرفتهم وتشكيكهم وليعتبر بقول الله لرسوله المعصوم وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا اليك ويا لها من موعظة موقظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولا يستوحش من ظفر بالحق بكثرة المخالفين وليوطن نفسه على الصبر واليقين نسأل الله تعالى أن يرحم غربتنا في الحق ويهدي ضالنا ولا يردنا من أبواب رجائه ودعائه وطلبه ورحمته محرومين .
وخامسها وهو أصعبها المشاركة في العلم والتمييز والفهم والدراية حتى يتمكن من معرفة الحق ومقدار ما يقف عليه فيرغب فيه من غير تقليد لأنه لا يعرف المقادير إلا ذو بصر نافذ وفهم ماض فان عرضت له محنة لم يتطير بطلب الحق فيكون ممن يعبد الله على حرف وليثق بمواعيد الله وقرب الفرج قال تعالى فتوكل على الله إنك على الحق المبين فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يؤمنون وليعلم يقيا أنه تعالى مع الصابرين والصادقين والمحسنين وأن الله سبحانه ناصر من ينصره وذاكره من يذكره وإن سر رسول الله في هذه الأمور عائد على متبعيه ونصره شامل لناصريه .
وقد أمر الله تعالى بالمعاونة على البر والتقوى وصح الترغيب في الدعاء إلى الحق والخير وأن الداعي إلى ذلك يؤتى مثل أجور من اتبعه ومن أحيى نفسا فكأنما