وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 54 ] وفي رأينا أن هذه الفضائل النفسانية والكمالات المعنوية كانت هي السبب الاكبر والسر النافذ لما نجده واضحا جليا من تجاوز الشيخ الطوسي بماله من الآثار العلمية حدود الزمان والمكان، وعدم انحصاره بإطار مذهبي خاص، فجعلته هذه الخصال على مر الزمن إماما لكل المسلمين. وفي هذا الوقت الذي نعيش فيه تلفت هذه الناحية من حياة الشيخ الانظار، وقد أبدى في عصرنا رجال من كبار علماء الشيعة الامامية رأيهم وأصدروا حكمهم في حق الشيخ سواء من هذه الناحية أو من ساير نواحى حياته ومن بينهم امامان كبيران كانا مولعين بتعظيم الشيخ والتعريف به بين الامة. اولهما: الامام الاعظم أستادنا الكبير آية الله العظمى الحاج آغا حسين الطباطبائي البروجردي رضوان الله تعالى عليه المتوفى عام 1380 ه‍ والذي كان في علم الرجال والحديث فريد عصره، وكان له فيهما وفى الفقه والاصول طريقة مبتكرة ومباني خاصة. فكان يوجه الانظار إلى طريقة القدماء من الفقهاء ويؤكد من بينهم على شخصية الشيخ الطوسي. وقد سمعته لاول مرة عام 1323 ه‍ ش‍ حيث زار المشهد الرضوي، وكنت حين ذاك طالبا للعلم في مرحلة السطوح في هذا البلد، سمعته يقول " إن الشيخ الطوسي ألف بعض كتبه الفقهية في إطار المذهب الامامي والبعض الآخر للعالم الاسلامي بأجمعه ثم بدأ بشرح هذا الكلام. وفي عام 1328 ه‍ ش‍ هاجرت إلى قم حيث تشرفت بحضور درسي الفقه والاصول للاستاذ كما حضرت بعد ذلك حلقات تدوين الحديث التي كانت تنعقد في بيته لاصحاب الحديث (124) وقد بدا لي أن السيد الاستاذ كان يرى أن من الواجب عليه القيام بتعريف الشيخ للطلبة وإحياء ذكره والاعلام بكتبه حيث كان يتعرض لذلك في كل مناسبة. وأحيانا كان يحمل معه كتاب " عدة الاصول " للشيخ إلى ________________________________________ (124) - لازمت دروس الاستاذ حوالي إحدى عشر سنة - اي من سنة 1328 إلى 1339 ش ه‍ - ومن بينها حوالي سبع سنوات شاركت مع جماعة آخرين في لجنة الحديث التي كانت تنعقد يوميا في منزل الاستاذ الامام لتأليف كتاب " جامع الاحاديث الفقهية للشيعة الامامية " الجامع لكل ما في الوسائل والمستدرك من الروايات باسلوب بديع، وقد ألفت رسالة بشأن هذا الكتاب لم تنتشر لهذا الوقت. وكان الاستاذ يحضر جلسة الحديث كثيرا ويرشدنا إلى ما كنا نحتاج إليه في عملنا. وقد تم الكتاب في حياته الا ما شذ من بعض الابواب، وطبع مجلدان منه على الحجر بأمر منه، ثم طبع بعده طبعة ثانية في أجزاء صغار وانتشر منها أحد عشر مجلدا إلى كتاب الحج، وهذه الطبعة لا تزال مستدامة بعد. ________________________________________