وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 51 ] في كل واحدة من العبادات الخمس وإحصائها في أرقام محددة لا يتصور أحسن منها. وليس مبالغة لو ادعينا أنه لا يوجد فيما عندنا من المتون الفقهية حتى المتأخرة عن هذا الكتاب من آثار كبار الفقهاء كتاب بهذا النظم الجيد والاسلوب المبتكر هذا مع ما اضفناه إليه من الارقام الهندسية في الطبع الاخير يمكن القول بأن غرض الشيخ من هذا التأليف كان نفس الهدف الذي رامه العلماء أمثال ابن مالك الاندلسي في ألفيته في النحو، والعلامة بحر العلوم في منظومته الفقهية، والفيلسوف السبزواري في منظومته في المنطق والفلسفة وغيرهم في غيرها فكل هؤلاء كانوا بصدد ضبط المطالب العلمية وتنظيمها تسهيلا للحفظ ولا سيما للمبتدئين والفارق أن هؤلاء وأمثالهم قاموا بهذا العمل في صناعة الشعر والشيخ الطوسي وكثير من أمثاله قاموا به باستخدام طريقة النثر وقد قال في ديباجة الكتاب "... ليسهل على من يريد حفظها، ولا يصعب تناولها ويفزع إليه الحافظ عند تذكره، والطالب عند تدبره... ". هذا النوع من الكتب ازدادت الحاجة إليه على مر الزمن ولاسيما في العصر الذي نعيش فيه حيث ان العلماء في شتى الفنون، همهم مصروف الى تلخيص المطالب وتنظيمها و " كلاستها " تسهيلا على المتعلمين. هذا بالاضافة إلى أن مثل هذا الكتاب نموذج كامل عن الاساليب المتبعة عند القدماء من قبل ألف سنة. وبعد.. فإن الشيخ الطوسي قد ألف هذا الكتاب، وكذلك ألف أو أملى كتاب الغيبة، والاقتصاد والفهرست، والرجال بالتماس شخص عبر عنه بالشيخ الفاضل أو الشيخ الاجل مما يدل على أن الشيخ الطوسي كان يقدره ويكن له احتراما خاصا فوق درجة احترامه لتلميذ وطالب علم عاديين. وقد قيد في هامش عدة نسخ قديمة رآها العلامة الطهراني (120) وكذلك في هامش النسخة التي كانت لدينا وعلى أساسها تم تصحيح الكتاب وسيأتي شرحها والتعريف بها (121)، قد قيد أن هذا الشيخ هو " ابن البراج ". وهو عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج المتوفى سنة 481 ه‍ وكان قاضيا في " طرابلس " ونائبا للشيخ الطوسي في البلاد الشامية، مؤلفا لكتب قيمة منها شرح قسم العبادات من كتاب " جمل العلم والعمل " للسيد المرتضى، وكان تتلمذ على السيد والشيخ ________________________________________ (120) - مقدمة التبيان ص ث (121) - كانت هذه النسخة أولا ملكا للمرحوم الحاج عبد الحميد المولوي، ثم انتقلت مع ساير كتبه إلى مكتبة كلية الإلاهيات بجامعة مشهد. وكانت النواة الاولى لمخطوطات هذه المكتبة القيمة. ________________________________________