بين طرفيها فلم تبلغ بي وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين طرفيها ثم تواقصت عليها ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله A فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله A فأخذنا بيده جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه فجعل رسول الله A يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت به فقال هكذا بيده يعني شد وسطك فلما فرغ رسول الله A قال يا جابر قلت لبيك يا رسول الله إذا كان واسعا فخالف بين طرفيه وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك سرنا مع رسول الله A وكان قوت كل منا كل يوم تمرة فكان يمصها ثم يصرها في ثوبه وكنا نتخبط بقسينا ونأكل حتى قرحت أشداقنا فأقسم أخطئها رجل يوما فانطلقنا به ننعشه فأشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها فقام فأخذها .
سرنا مع رسول الله A حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله A يقضي حاجة فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله A فلم ير شيئا يستتر به فإذا شجرتان بشاطيء الوادي فانطلق رسول الله A إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لاءم بينهما يعني جمعهما فقال التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربي فيبتعد رسول الله فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفته فإذا أنا برسول الله A مقبلا وإذا الشجرتان افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله A وقف وقفة فقال برأسه هكذا وأشار ابن إسماعيل برأسه يمينا وشمالا ثم أقبل فلما انتهى إلي قال يا جابر هل رأيت مقامي قلت نعم يا رسول الله قال فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك قال جابر فقمت فأخذت حجر فكسرته وحسرته فاندلق لي فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله A أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري ثم لحقت فقلت قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك قال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما مادام الغصنان رطبين قال فأتينا العسكر فقال رسول