[ 62 ] المرتضى) وأبو جعفر واسمه محمد (على ما ذكره صاحب العمدة وهو العمدة). والأطهر المرضي على ما لقبه به أبو العلاء المعري واختاره (مؤلف أدب المرتضى). فهل ترى أكثر من هذا ما يدعو إلى الارتياب وعدم معرفة الصواب؟ فنحن وإن كنا لا نمنع - عقلا - أن يكون لشخص واحد عدة أسماء وكنى وألقاب ولكن لا نجوز ذلك بالنسبة لابن المرتضى المعروف بكنيته واسمه في " عمدة الطالب " وهو " أبو جعفر محمد " وما عدا ذلك مجرد احتمالات ضعيفة واستنتاجات مبهمة ليست من التحقيق أو الحقيقة في شئ. أما قوله ص 79 (1) " وأنجب (يعني المرتضى) من البنات زينب وخديجة " مسندا ذلك إلى روضات الجنات، فقول في غاية الغرابة - إذ اللاتي ذكرهن صاحب الروضات هن أخوات المرتضى لا بناته - ألا تفقه قوله: فولد أبو أحمد (يعني والد الشريفين) زينب، وعليا (يعني المرتضى) ومحمدا (يعني الرضي) وخديجة، أربعة أولاد، فأما علي، فهو الشريف لأجل...) (2). ________________________________________ (1) " أدب المرتضى " للدكتور عبد الرزاق محيي الدين مطبعة المعارف ببغداد سنة 1957. (2) راجع روضات الجنات للخونساري ص 386 هذا مع العلم أن مؤلف كتاب أدب المرتضى يزعم في ص 2 من مقدمة كتابه أنه قد عرض الكتاب قبل نشره على جماعة من أعلام الفقه والحديث وأصول العقائد ممن لهم صلة بعمل المرتضى فأبدوا ملاحظات قيمة أثبتها في نهايته كما وردت بأقلامهم. أقول: قد سبرنا الكتاب وراجعنا نهايته فلم نجد لتلك الملاحظات أثرا، ولو عرض الكتاب عليهم حقا لما وقع المؤلف في كثير من المزالق والأخطاء التي أشرنا إلى جزء يسير منها في هذه المقدمة ولما فات أولئك الأعلام الخلط بين علم الرجال وعلم نقد الحديث الذي جعله المؤلف مرادفا له (راجع ص 35 أدب المرتضى) حتى نسب إلى ابن بابويه القمي أنه ألف أربعمائة كتاب في علم الحديث كما جاء في (ص 34 أدب المرتضى) في حين نعلم أن علم نقد الحديث هو مرادف للعلم المعروف باصطلاح أهل الحديث بعلم " الدراية " وعرفوه بالعلم الذي يبحث فيه عن سند الحديث (من حيث انقسامه إلى المتواتر والآحاد والمستفيض وغيرها) وعن متنه (من حيث التعلل أو التصحيف أو الظهور أو الصراحة وغيرها) وكيفية تحمله (من السماع والقراءة والاجازة وغيرها) وآداب نقله. فعلم الرجال جزء من علم نقد الحديث حتى أنهم فرقوا علم الرجال نفسه، وهو الموضوع لتشخيص الرواة ذاتا ووصفا عن موضوع = ________________________________________