فيه المبطلون لأن كل شيء يثنى عليه بقدرته وكل ذاكر يذكره على قدر طاقته وطبعه وعلمه وفهمه والحق جل جلاله ذكره خارج عن أوهام الآدميين لأن الحادث ناقص بقهر الإيجاد والفناء والمعارف دون الغايات الجلالية فسبحانه ما اثنى عليه حق ثنائه غيره ولا وصفه بما يليق به سواه عجز الأنبياء والرسل بأجمعهم عن ذلك قال أجلهم قدرا وأرفعهم محلا وأبلغهم نطقا مع ما أعطى من جوامع الكلم لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وأما الإكرام فمعناه ذو الانعام والمنن على العام والخاص والطائع والعاصي ووصف سبحانه وتعالى نفسه بالكريم في قوله ما غرك بربك الكريم قال عمر Bه لو قيل لي ما غرك بي لقلت جهلي بك غيري والكريم هو الذي إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وقيل هو الذي إذا أعطى زاد على منتهى الرجاء ولا يبالي لمن أعطى وكم أعطى ولا يضيع من لاذ به والتجا وقيل هو الذي يغني السائل عن الوسائل والشفعاء وإذا رفعت الحاجة إلى غيره لا يرضى وقيل هو الذي إذا أبصر خللا جبره وما أظهره وإذا أولى فضلا أجز له ثم ستره وقيل غير ذلك كما تأمل القرآن الكريم وجده مشحونا بالتقديس والإجلال والتعظيم وناطقا بإضلال أهل الإلحاد والتجسيم والحيدة عن الصراط المستقيم وطريقة السلامة في ذلك أن من أشكل عليه شيء من المتشابه في الكتاب والسنة فليقل كما أخبره سبحانه وتعالى في كتابه المبين عن الراسخين في العلم ومدحهم عليه في قوله تعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ويقول كما قال في الحديث وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه خرجه غير واحد منهم الإمام أحمد والنسائي وغيرهما ويقول كما قاله الشافعي آمنت بالله وما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله والراسخ في العلم هو من طولع على محل المراد منه وسئل مالك عن الراسخين في العلم فقال العالم العامل بما علم المتبع له وقال عمر بن عبد العزيز انتهى علم الراسخين بتأويل القرآن إلى أن قالوا آمنا به كل من عند ربنا وقال بعضهم للقرآن تأويل إستأثر الله تعالى بعلمه