( 93 ) أسماء الاَعلام المرجحين لقراءة الخفض: لم يكن القول بالمسح مختصاً بأعلام الصحابة والتابعين، بل هناك لفيف من القرّاء والعلماء قرأوا قوله سبحانه: (وأرجلكم إلى الكعبين) بالخفض (1) ومعنى ذلك كونها معطوفة على الروَوس، وبالتالي كونها ممسوحة لا مغسولة. 1ـ قال القرطبي: روى عاصم بن كليب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنّه قال: قرأ الحسن والحسين (عليهما السلام) عليّ (وأرجلكم) (مخفوضة اللام) (2) 2ـ قال الطبري: حدثني الحسين بن علي الصفدي، قال: حدثنا أبي، عن حفص العامري، عن عامر بن كليب، عن أبي عبد اللّه، قال: قرأ عليّ الحسن والحسين (عليهما السلام) آية الوضوء، فقرءا (وأرجلكم إلى الكعبين) (مخفوضة اللام) (3). 3ـ قال الطبري: حدثنا ابن حميد وابن وكيع، حدثنا جرير، عن الاَعمش، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، انّه قرأ (وأرجلكم) مخفوضة اللام (4) 4ـ قال ابـن كثير: روي عن ابن عمـر (5) وجابر بن زيد ومجاهد، مسـح الرجلين (6). ____________ 1 . وهناك من يريد التلاعب بكتاب اللّه فيحمل قراءة الخفض على أنّ الجر لاَجل الجوار كما في قوله: "جحر ضب خرب" فإنّ لفظة خرب خبر لجحر، فيلزم أن يكون مرفوعاً، ولكنّه قرىَ بالجر للجوار.ويلاحظ عليه: بما مرّ وهو أنّ الجر بالجوار أمر شاذّ لا يجوز الاعتماد عليه إلاّ في مقام الضرورة، وأين هذا من كلامه سبحانه. أضف إلى ذلك انّما يجوز لو لم يكن هناك التباس كما في الآية، لاَنّ المفروض أنّ الواجب هو الغسل والخفض يفيد المسح، وتفسير الخفض بالجوار أمر يغفل عنه عامة الناس. 2. القرطبي: الجامع لاَحكام القرآن: 6|93. 3. الطبري: جامع البيان: 6|83. 4. الطبري: جامع البيان: 6|83 ؛ السيوطي: الدر المنثور: 3|28. 5. كذا في النسخة والصحيح "أبو عمرو" كما في تفسير الرازي: 11|161 و تفسير الآلوسي: 6|73. 6. ابن كثير : تفسير القرآن العظيم: 2|25.