( 126 ) فقال أنس: صدق اللّه وكذب الحجّاج قال اللّه تعالى: (وامسحوا بروَوسكم وأرجلكم) قال: وكان أنس إذا مسح قدميه بلّها (1) وممّا يعرب عن أنّ الدعاية الرسمية كانت توَيد الغسل، وتوَاخذ من يقول بالمسح، حتّى إِنّ القائلين به كانوا على حذر من إظهار عقيدتهم فلا يصرّحون بها إلاّ خفية، ما رواه أحمد بن حنبل بسنده عن أبي مالك الاَشعري أنّه قال لقومه: اجتمعوا أُصلّـي بكم صلاة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلمّا اجتمعوا، قال: هل فيكم أحد غيركم؟ قالوا: لا ، إلاّ ابن أُخت لنا، قال: ابن أُخت القوم منهم، فدعا بجفنة فيها ماء، فتوضّأ ومضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثاً وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه وظهر قدميه، ثم صلّـى (2) (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكيمٍ خَبيرٍ) (هود ـ 1) ____________ 1 . الحافظ ابن كثير الدمشقي، تفسير القرآن: 2|27، الطبري: تفسير القرآن: 6|82. 2. مسند أحمد بن حنبل: 5|342، المعجم الكبير للطبراني: 3|280 برقم 3412.