وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 290 @ .
في معدن الملك القديم الكرسي .
وقيل : الكرسي العلم . لأن موضع العالم هو الكرسي ، سميت صفة الشيء باسم مكانه على سبيل المحاز ، ومنه يقال للعلماء : كراسي ، لأنهم المعتمد عليهم ، كما يقال : أوتاد الأرض ، ومنه الكراسة ، وقال الشاعر : % ( تحف بهم بيض الوجوه وعصبة % .
كراسي بالأحداث حين تنوب .
) % .
أي : ترجع ، وقيل : الكرسي السر قال الشاعر : % ( مالي بأمرك كرسيّ أكاتمه % .
ولا بكرسيّ علم الله مخلوق .
) % .
وقيل : الكرسي : ملك من الملائكة يملأ السموات والأرض ، وقيل : قدرة الله ، وقيل : تدبير الله ، حكاهما الماوردي ، وقال : هو الأصل المعتمد عليه . قال المغربي : من تكرس الشيء تراكب بعضه على بعض ، وأكرسته أنا ، قال العجاج : % ( يا صاح هل تعرف رسماً مكرسا % .
قال نعم أعرفه وأكرسا .
) % .
وقال آخر : % ( نحن الكراسي لا تعدهوازن % .
أمثالنا في النائبات ولا الأشد .
) % .
وقال الزمخشري : وفي قوله : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ } أربعة أوجه : أحدها : أن كرسيه لم يضق عن السموات والأرض لبسطته وسعته ، وما هو إلاَّ تصوير لعظمته وتخييل فقط ، ولا كرسي ثم ، ولا قعود ، ولا قاعد ، لقوله : { وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } من غير تصور قبضه وطىّ ويمين ، وإنما هو تخييل لعظمة شأنه ، وتمثيل حسيّ . ألا ترى إلى قوله : { وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ؟ انتهى ما ذكره في هذا الوجه . .
واختار القفال معناه قال : المقصود من هذا الكلام تصوير عظمة الله تعالى وكبريائه وتعزيزه ، خاطب الخلق في تعريف ذاته بما اعتادوه في ملوكهم وعظمائهم . .
وقيل : كرسي لؤلؤ ، طول القائمة سبعمائة سنة ، وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون . ذكره ابن عساكر في تاريخه ، عن عليّ بن أبي طالب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قاله . .
قال ابن عطية : والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش ، والعرش أعظم منه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : ( ما السموات السبع في الكرسي إلاَّ كدراهم سبعة ألقيت في ترس ) . وقال أبو ذرّ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يقول : ما الكرسيّ في العرش إلاَّ كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض ) . وهذه الآية منبئة عن عظم مخلوقات الله . إنتهى كلامه . .
{ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا } قرأ الجمهور : يؤوده بالهمز ، وقرىء شاذاً بالحذف ، كما حذفت همزة أناس ، وقرىء أيضاً : يووده ، بواو منضمومة على البدل من الهمزة أي : لا يشقه ، ولا يثقل عليه ، قاله ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، وغيرهم . وقال ابان بن تغلب : لا يتعاظمه حفظهما ، وقيل : لا يشغله حفظ السموات عن حفظ الأرضين ، ولا حفظ الأرضين عن حفظ السموات . .
والهاء