وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 442 @ أمر أن يكتب كقولهم احتجم وافتصد إذا أمر بذلك . { فَهِىَ تُمْلَى عَلَيْهِ } أي تلقى عليه ليحفظها لأن صورة الإلقاء على المتحفظ كصورة الإملاء على الكاتب . .
و { أَسَاطِيرُ الاْوَّلِينَ } خبر مبتدأ محذوف أي هو أو هذه { أَسَاطِيرُ } و { اكْتَتَبَهَا } خبر ثان ، ويجوز أن يكون { أَسَاطِيرُ } مبتدأ و { اكْتَتَبَهَا } الخبر . وقرأ الجمهور { اكْتَتَبَهَا } مبنياً للفاعل . وقراءة طلحة مبنياً للمفعول والمعنى { اكْتَتَبَهَا } كاتب له لأنه كان أمّياً لا يكتب بيده وذلك من تمام إعجازه ، ثم حذفت اللام فأفضى الفعل إلى الضمير فصار { اكْتَتَبَهَا } إياه كاتب كقوله { وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ } ثم بنى الفعل للضمير الذي هو إياه فانقلب مرفوعاً مستتراً بعد أن كان بارزاً منصوباً وبقي ضمير الأساطير على حاله ، فصار { اكْتَتَبَهَا } كما ترى انتهى . وهو من كلام الزمخشري ولا يصح ذلك على مذهب جمهور البصريين لأن { اكْتَتَبَهَا } له كاتب وصل فيه اكتتب لمفعولين أحدهما مسرح وهو ضمير الأساطير ، والآخر مقيد وهو ضميره عليه السلام . وثم اتسع في الفعل فحذف حرف الجر فصار { اكْتَتَبَهَا } إياه كاتب فإذا بني هذا الفعل للمفعول إنما يتوب عن الفاعل المفعول المسرح لفظاً وتقديراً لا المسرح لفظاً المقيد تقديراً ، فعلى هذا كان يكون التركيب اكتتبته لا { اكْتَتَبَهَا } وعلى هذا الذي قلناه جاء السماع عن العرب في هذا النوع الذي أحد المفعولين فيه مسرح لفظاً وتقديراً والآخر مسرح لفظاً لا تقديراً . قال الشاعر وهو الفرزدق : % ( ومنا الذي اختير الرجال سماحة % .
وجوداً إذا هب الرياح الزعازع .
) % .
ولو جاء على ما قرره الزمخشري لجاء التركيب ومنا الذي اختيره الرجال لأن اختار تعدى إلى الرجال على إسقاط حرف الجر إذ تقديره اختير من الرجال . والظاهر أن قوله { اكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } من تمام قول الكفار . وعن الحسن أنه قول الله سبحانه بكذبهم وإنما يستقيم أن لو فتحت الهمزة في { اكْتَتَبَهَا } للاستفهام الذي في معنى الإنكار ، ووجهه أن يكون نحو قوله : % ( أفرح إن أرزأ الكرام وإن % .
آخذ ذوداً شصايصاً نبلا .
) % .
وحق للحسن أن يقف على الأولين . والظهير تقييد الإملاء بوقت انتشار الناس وحين الإيواء إلى مساكنهم وهما البكرة والأصيل ، أو يكونان عبارة عن الديمومة . وقرأ طلحة وعيسى فهي تتلى بالتاء بدل الميم . .
{ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السّرَّ } أي كل سر خفي ، ورد عليهم بهذا وهو وصفه تعالى بالعلم لأن هذا القرآن لم يكن ليصدر إلاّ من علام بكل المعلومات لما احتوى عليه من إعجاز التركيب الذي لا يمكن صدوره من أحد ، ولو استعان بالعالم كلهم ولاشتماله على مصالح العالم وعلى أنواع العلوم واكتفى بعلم السر لأن ما سواه أولى أن يتعلق علمه به ، أو { يَعْلَمْ } ما تسرون من الكيد لرسوله مع علمكم ببطل ما تقولون فهو مجازيكم { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } إطماع في أنهم إذا تابوا غفر لهم ما فرط من كفرهم ورخمهم . أو { غَفُوراً رَّحِيماً } في كونه أمهلكم ولم يعاجلكم على ما استوجبتموه من العقاب بسبب مكابرتكم ، أو لما تقدم ما يدل على العقاب أعقبه بما يدل على القدرة عليه لأن المتصف بالغفران والرحمة قادر على أن يعاقب . .
{ وَقَالُواْ } الضمير لكفار قريش ، وكانوا قد جمعهم والرسول مجلس مشهور ذكره ابن إسحاق في السير فقال عتبة وغيره : إن كنت تحب الرئاسة ولَّيناك علينا أو المال جمعنا لك ، فلما أبي عليهم اجتمعوا عليه فقالوا : مالك وأنت رسول من الله تأكل الطعام وتقف بالأسواق لالتماس الرزق سل ربك أن ينزل معك ملكاً ينذر معك ، أو يلقي إليك كنزاً تنفق منه ، أو يرد لك جبال مكة ذهباً وتزال الجبال ، ويكون مكانها جنات تطرد فيها المياه وأشاعوا هذه المحاجة فنزلت الآية .