وقوله تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان .
ثم مدحهم على ما خلقه فيهم وحببه إليهم وزينه في قلوبهم وما كرهه إليهم وهو من عظيم كرمهه وإحسانه وفضله وامتنانه كما يفعله ملوك الدنيا مع خواصهم فيما تشاهده العيان ينعم عليه بحسن الملبوس والزينة في المركوب والخيل المسومة والسلاح وآلة الحرب المحملة فإذا عرض عليه الجنود والجيوش في يوم الزينه وأعجبه زي بعض خواصه استحسنه وقال ما رأيت في الجيوش وزي العساكر أطرف من فلان ولا أزين من زيه .
وإذا حسن من المخلوق هذا القول فهو من خالق الخلق وأعمالهم أحسن وأحسن فقس على ذلك جميع ما ورد في القرآن من الثناء الجميل على صاحبه والكل من صنع الله وخلقه مثل قوله التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله .
وقوله تعالى إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعللانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور .
ألهمهم لفعل الخير والأعمال الصالحة من تلاوة كتابه الكريم وإقام الصلاة ونفقة المال وهو الذي أعطاهم جميع ذلك ويسرهم له ويسره عليهم ثم تفضل