@ 406 @ | الكمال ليبصر ما يعتبر به ويسأل عما لا يعلم ويتكلم فيه ! 2 < وهديناه > 2 ! إلى طريقي الخير | والشر . | | ! 2 < فلا اقتحم العقبة > 2 ! أي : عقبة النفس وهواها الحاجبة للقلب بالرياضة | والمجاهدة ، وأي عقبة كؤود هي لا يدري كنه مشقتها ! 2 < فك رقبة > 2 ! أي : العقبة التي | يجب اقتحامها تخليص رقبة القلب الأسير في قيد هوى النفس وفكها عن أسرها | بالتجريد عن الميول الطبيعية بالكلية فإن لم يكن الفك بالكلية بالرياضة وإماتة القوى | وقهر النفس فتكلف الفضائل والتزام سلوك طريقها واكتسابها حتى يصير التطبع طباعا | وهو معنى قوله : | | ! 2 < أو إطعام في يوم ذي مسغبة > 2 ! إلى قوله : ! 2 < وتواصوا بالمرحمة > 2 ! فإن الإطعام | خصوصا وقت شدة الاحتياج للمستحق الذي هو وضع في موضعه من باب فضيلة العفة | بل أفضل أنواعها والإيمان من فضيلة الحكمة وأشرف أنواعها وأجلها وهو الإيمان | العلمي اليقيني والصبر على الشدائد من أعظم أنواع الشجاعة وأخره عن الإيمان لامتناع | حصول فضيلة الشجاعة بدون اليقين ، والمرحمة أي : التراحم والتعاطف من أفضل أنواع | العدالة فانظر كيف عدد أجناس الفضائل الأربع التي يحصل بها كمال النفس . بدأ بالعفة | التي هي أولى الفضائل وعبر عنها بمعظم أنواعها وأخص خصالها الذي هو السخاء ، ثم | أورد الإيمان الذي هو الأصل والأساس وجاء بلفظة ثم لبعد مرتبته عن الأولى في | الارتفاع والعلو وعبر عن الحكمة به لكونه أم سائر مراتبها وأنواعها ثم رتب عليه الصبر | لامتناعه بدون اليقين وأخر العدالة التي هي نهايتها واستغنى بذكر المرحمة التي هي صفة | الرحمن عن سائر أنواعها كما استغنى بذكر الصبر عن سائر أنواع الشجاعة . | | ! 2 < أولئك أصحاب الميمنة > 2 ! أي : الموصوفون بهذه الفضائل هم السعداء أصحاب | اليمين وسكان عالم القدس ! 2 < والذين كفروا بآياتنا > 2 ! أي : حجبوا عن هذه الصفات التي | هي آيات الله الحقيقية التي تعرف بها ذاته ^ ( هم أصحاب ) ^ الشؤم وسكان عالم الرجس | ! 2 < عليهم > 2 ! تستولي نار الطبيعة الآثارية مطبقة عليهم أبوابها محبوسين فيها ممنوعين عن | الروح والمراتب أبدا الآبدين ، والله أعلم . |