وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 346 @ | ولا له فيها ولا في سائر القوى الحيوانية وذلك هو إماتة الهوى ، فتأكل بعد الإماتة | والصلب طير قوى النفس من رأسه بأمر الحق وهو الوقوف مع الحقوق ! 2 < قضي الأمر الذي فيه تستفتيان > 2 ! أي : ثبت واستقر أمركما على هذا وذلك وقت وصوله وتقربه من | الله وأوان ظهور مقام الولاية بالفناء في الله . وإذا تمكنت القوتان فيما عينه لهما من | الأمر ثم تم أمره بالوصول إلى مقام الشهود الذاتي وانقضت خلوته ، فإن طول مدة | السجن هو امتداد سلوكه في الله ، فإذا تم له الفناء استوى أمر القوتين لكونهما بالله | حينئذ لا بنفسهما وانتهى زمان الخلوة بابتداء زمان البقاء بالوجود الحقاني ، ولكن لم | يتم بعد لوجود البقية المشار إليها بقوله : | | ! 2 < اذكرني عند ربك > 2 ! أي : اطلب الوجود في مقام الروح بالمحبة والاستقرار | فيه ، فإن المحبة إذا أسكرت الروح بخمر العشق ارتقى الروح إلى مقام الوحدة والقلب | إلى مقام الروح ، ويسمى الروح في ذلك المقام خفياً والقلب سراً ، وهو ليس بالفناء | لكونهما موجودين حينئذ مغمورين بنور الحق . ومن الوقوف في هذا المقام ينشأ | الطغيان والأنائية فلهذا قال : ! 2 < فأنساه الشيطان ذكر ربه > 2 ! أي : أنسى شيطان الوهم | يوسف القلب ذكر الله تعالى بالفناء فيه لوجود البقية وطلبه مقام الروح وإلا ذهل عن | ذكر نفسه ووجوده وللاحتجاب بهذا المقام وهذه البقية لبث ! 2 < في السجن بضع سنين > 2 ! | وإليه أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ' رحم الله أخي يوسف ، لو لم يقل اذكرني عند ربك لما | بقي في السجن بضع سنين ' ، أو أنسى شيطان الوهم المقهور الممنوع المحجوب عن | جناب الحق رسول المحبة المقرب عند ارتفاع درجته واستيلائه واستعلاء سلطانه ، | والتحير في الجمال الإلهي ، والسكر الغالب ذكر يوسف القلب في حضرة الشهود لأن | المحب المشاهد للجمال حيران ذاهل عن الخلق كله وتفاصيل وجوده بل نفسه | مستغرق في عين الجمع حتى يتم فناؤه وينقضي سكره ثم يرجع إلى الصحو فيذكر | التفصيل ثم لما انتهى فناؤه بالانغماس في بحر الهوية والانطماس في الذات الأحدية | وانقضى زمان السجن أحياه الله تعالى بحياته ووهب له وجوداً من ذاته وصفاته فأراه | صورة التبديل في صفات النفس مدة اعتزاله عنها بالخلوة والسلوك في الله بصورة أكل | البقرات العجاف السمان ، وفي صفات الطبيعة البدنية بصورة استيلاء السنبلات اليابسة | على الخضر . | | [ تفسير سورة يوسف من آية 43 إلى آية 48 ] |