لا تكثر من الطُعْم وتشتغل بصنُوفِه ولكن اقْتَصر على ما لا بُدَّ لك منه فِعلْ الجادّ المُشَمِّر المتأَهّب . ونحُو من هذا كتِاب عمرو بن العاص إلى معاوية : انَّه ليس أَخو الحرب من يضَع خُورَ الحَشايا عن يمينه وشمِاله ويُعاظم الأُكَلاء اللُّقَم ولكنَّه مَنْ حَسَر عن ذِرِاعيه وشمَّر عن ساقِيه وأَعدَّ للأُمور آلاتها وللفرسْان أَقْرانَها .
وخُور الحَشايا : هي الوِطاء منها وذلك بأنْ تُحْشَى حَشْواً لا تصْلُب معه فإذا ارْتفق بها دَخل فيها المِرْفق وهي كذلك أَوطأُ ما تكون . ومنه قيل للرجُل الضّعيف : خَوّار . ومنه قيل للنُّوق الغِزاز إذا كان في لَبَنِها رقَة : خُور . ألا ترى أنَّهم يقولون للتي لا تغْرُز غَرزَها الجِلاد . قال الراجز : ... قد علمت جِلادُها وخُورها ... إنّى بشُرْب السُوء لا أَهَوُرها ... .
وقولُه : غِرارالنوم أَي : قليلُ النَّوم . يقال : ما أَهْجَع إلاَ غِراراً أَيَ : قليلاً .
وقولُه : طويل اليوم يقال ذلك لكلَ مَنْ جَدَّ وَعمل في يومه ولم يَشْتغل بَلهْو ولا لَعِب . ولذلك يقال للمُتهجِدَ : هو طَويلُ الليل . وقالت الشعراء : طال ليلي يريدون : أنَّهم سَهِروا فيه ولم يَناموا . ويقال لِمَنْ لَها في يومِه ولَعب اَوْ شَرِبَ فلان قَصير اليوم . قال الشاعر : من الطويل