بِسْمٍ رِيشَ لمْ يُكْسَ اللُّغَابا ويُرْوي : لَمْ يكنْ نِكْساً لُغابَاً . فإِمّا أَن يكونَ اللَّغَابُ من صفاتِ السَّهْم أَي : لم يكن فاسِداً وإِما أَنْ يكونَ أَراد : لم يكن نِكْساً رِيشٍ لُغاب وقال تَأَبَّطَ شَرّاً : .
وما ولَدتْ أُمِّي منَ القَوْمِ عاجِزاً ... ولا كانَ رِيشي مِنْ ذُننابي ولا لَغْبِ قال الأَصمَعِيُّ : من الرِّيشِ اللُّؤَامُ واللُّغَابُ فاللُّؤَام ما كان بطْنُ القُذَةِ يَلِي ظَهْر الأُخرَى وهو أَجْودُ ما يكون فإِذا الْتَقَى بُطْنَانٌ أَو ظُهْرَانُ هو لُغَابُ ولَغْبٌ . وفي الحديثِ : " أَهدي يَكْسُومُ أَخُو الأَشْرَمِ إِلى النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم سِلاحاً فيه سَهْمٌ لَغْبٌ " وذلك إِذا لم يَلْتَئمِ ريشُهُ ويَصْطَحِبْ لِرَداءَتِهِ فإِذا الْتأَمَ فهو لُؤَام . وقيل : اللَّغْبُ : الرَّدِيءُ من السِّهام الّذي لا يَذْهَبُ بَعِيداً . ولَغَبَ عَلَيْهِم كمَنَعَ يَلْغَبُ لَغْباً : أَفْسَدَ عليهِم نقله الجَوْهَرِيُّ عن الأَموِي . لَغَبَ القَوْمَ يَلْغَبُهُمْ : حَدَّثَهُمْ حَدِيثاً خَلْفاً بفتح فسكون نقله الصَّاغانيّ عن أَبي زيد وأَنشد : .
" أَبْذُلُ نُصْحِي وأَكُفُّ لَغْبِي وقال الزِّبْرِقانُ : .
أَلَمْ أَكُ باذِلاً وُدِّي ونَصْري ... وأَصْرِفُ عَنْكُمُ ذَرَبِي ولَغْبِي لَغَبَ الْكَلْبُ في إِناءٍ : وَلَغَ . واللُّغَابَةُ واللُّغُوبَةُ بضنِّهِما : الحُمْقُ والضَّعْفُ . رجُلٌ لَغُوبٌ بَيِّنُ اللَّغَابةِ وقد تقدَّم . وأَلْغَبَ السَّهْمَ : جَعَلَ رِيشَهُ لُغَاباً ؛ أَنْشَدَ ثعلب : .
لَيْتَ الغُرَابَ رَمَى حَماطَةَ قَلْبِهِ ... عَمْرٌو بأَسْهُمِه الَّتِي لم تُلْغَبِ أَلْغَبَ الرَّجُلَ : أَنْصَبَهُ وأَتْعَبَه . ورِيشَ بِلَغْبٍ : لَقَبٌ كتَأَبَّطَ شَرّاً وهو أَخُوهُ . قد حَرَّكَ غَيْنَهُ الكُمَيْتُ الشّاعرُ في قوله : .
" لا نَقَلٌ رِيشُها وَلا لَغَبُ مثل : نَهْرٍ ونَهَر لأَجْلِ حَرْفِ الحَلْق كذا في الصَّحِاح . وفي هامشه : بخطِّ الأَزْهَرِيِّ في كتابِه : .
" لا نَقَلٌ رِيشُها وَلا نَقَبُ ووجدتُ في هامشٍ آخَرَ : " هذا النِّصْفُ الَّذِي عَزاهُ إِلى الكُمَيْت ليس هو في قصيدته الّتي على هذا الوزن أَصلاً وهي قصيدةٌ تٌنِيفُ على مائَةِ بَيْتٍ بلِ الوَزْنُ الوَزْنُ . ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ في قَوْلِه بعدَ أَنْ أَنشدَ قولَ تأَبَّطَ شَرًّا ما نَصُّه : وكان له أَخٌ يقالُ له رِيشُ لَغْبٍ . وقد سَبَقَهُ في هذا الاعتِراضِ على الجَوْهَرِيِّ الإِمامُ الصَّاغانيُّ فقال بعدَ أَن نَقَلَ كَلامَهُ : والصَّوَابُ : رِيشَ بِلَغْبٍ ؛ وقال : البيتُ لم أَجِدْهُ في دِيوانه يعني بيتَ تَأَبَّطَ شَرّاً السّابِقَ وإِنّمَا هو لأَبي الأَسْوِد الدُّؤَلِّي يخاطِبُ الحارِثَ بْنَ خالِدٍ وبعدَهُ قولُهُ : .
ولا كُنْتُ فَقْعاً نابِتاً بقَرَارَة ... ولكِنَّنِي آوِى إِلى عَطَنٍ رَحْبٍ