قلت : زَعَمَ المُصَنِّف التّثليثَ في هذا الموضع الّذِي بالمَوْصِل والصَّحيح أَنّه بالكَسْرِ فَقَطْ كما قَّيده الصَّاغانيّ ونَصْرٌ وهو بالقُرْب من بَلَدَ بَيْنَهُ وبين العقْر وأما لُبَّي بالضَّم والتّشديد والباء مُمَالَةً فإنّه جَبَلٌ نَجْدِيّ وبالفَتح : موضع آخَرُ فتأَمَّلْ . ولَبَبٌ محرّكةً : ع نقله الصَّاغانيّ . في التَّهْذِيب في الثُّنَائيّ في آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَب ما نَصُّه : ويُقَالُ لِلْمَاِء الكَثِيرِ الّذي يَحْمِلُ منه الفَتْحُ وفي التهذيب : المِفْتَحُ بالميم ما يَسَعهُ فيَضِيقُ صُنْبُورُهُ بالضَّمّ هو مِثْقَبُ الماءِ عَنْهُ عن كَثْرَتِه : أَي : الماءِ فيَسْتَدِيرُ الماءُ عندّ فَمِهِ ويَصِيرُ كأَنَّه بُلبُلُ آنِيَةٍ : لَوْلَبٌ وجمعه لوَالِيبُ قال أَبو منصورٍ : ولا أَْدرِي أَعَرَبّي هو أَم مُعَرَّبً ؟ غيرَ أَنّ أَهلَ العِراق أَولِعُوا باسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ وقال الجَوْهَرِيُّ في تَرْجَمَةِ لوب : وأمّا المِرْوَدُ ونَحْوُهُ فهو المُلَوْلَبُ على مُفَوْعَل كما سيأْتي وقال في تَرْجَمَةِ فولف : ومِمّا جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ : لَوْلَبُ الماءِ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : قال ابْنُ جنِّي هو لُبَاب قَوْمِهِ وهم لُبَابُ قَومهم ن وهي لُبَابُ قَوْمِها ؛ قال جَرِير : .
تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً ... على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبَابُ والحَسَبُ اللُّبَابُ : الخالِصُ ومنه سُمِّيَتِ المَرَْْأَةُ لُبَابَةَ . وفي الحديث : " إِنّا حَيُّ من مَذْحِجٍ عُبَابُ سَلَفِها ولُبَابُ شَرفِها " . اللُّبَابُ : الخالصُ من كُلِّ شَيءٍ . واللَّباببَ : طَحينٌ مَرَقَّقٌ . ولَبَّبَ الحَبُّ : جَرَى فيه الدَّقِيق . ُ ولُبَابُ القَمْحِ ولُبَابُ الفُسْتُق وفي الأَساس : من المَجَاز : لُبَابُ الإِبل : خِيارُها ولُبَابُ الحَسَب : مَحْضُهُ . انتهى . قال ذو الرُّمُّةِ يَصِفُ فَحْلاً مِئْناثاً : .
" مَقَاليتُهَا فهي اللُّبَابُ الحَبَائِسُ وفي أَبو الحَسَن فس الفالُوذَجِ : لُبَابُ القَمْحِ بِلُعاب النَّحْلِ . ولُبُّ في كلِّ شَيءٍ : نَفْسُه وحَقِيقَتُهُ وامْرَأَةٌ واضِحَةُ اللِّبَابِ . واسْتَلَبَّهُ : امْتَحَنَ لُبَّهُ . ومن المَجَاز : هو بِلَبَبِ الوادِي ولَبَّبُوا واسْتَلَبُّوا : أَخَذُو فيه كذا في الأَساس . وعن ثعلبٍ : لَبَّأْتُ قالته العربُ بالهمز وهو على غيرِ القِيَاس وقد سبقتِ الإِشارةُ إِليه في حَلأَ . ومن المَجَاز : قولهم : فُلانٌ في لَبَبٍ رَخِيٍّ : إِذا كاَنَ في بال وسَعَة ورَخِيُّ اللَّبَب واسعُ الصَّدْر . وفي لبَبٍ رَخِيٍّ : في سَعَة وخِصْبٍ وأَمْنٍ . وفي الحديث : " إِنَّ اللهَ مَنَع مِنِّي بَنِي مُدْلِجٍ لصلَتِهِم الرَّحِمِ وطعنِهِم في أَلْبابِ الإِبِل " قال أَبو عُبَيْدٍ " على هذه الرّوايةٍ له معنيانِ : أَحدُهما أَنْ يكونَ أَراد جمِعَ اللُّبِّ بمعنى الخالص كأَنّه أَراد خالصَ إِبلهم وكَرَائمَهَا . والثّاني أَنّه أَرادَ جمعَ اللَّبَبِ وهو مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلِّ شَيْءٍ . ورواه بعضُهم : في لبَاَّتِ الإِبِلِ . واسْمُ ما يُتَلَبَّبُ : اللَّبَابَةُ قال عَنْتَرَةُ .
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ طِرَادِهَا ... فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبَابَةِ المُتَمطِّرِ وتَلَبُّبُ المرأَةِ بمِنْطَقَتِهَا : أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَيْهَا على مَنْكِبِهَا الأَيْسَرِ وتُخْرِجَ وَسَطَها من تحت يدِهَا اليُمْنَى فَتُغَطِّيَ به صَدْرَها وتَرُدُّ الطَّرَفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأَيْسَرِ . وعن اللّيْث والصّرِيخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ واستَصْرَخَ : لَبَّبَ وذلك أَن يَجعَلَ كِنَانَتَه وقَوْسَه في عُنُقِه ثُمّ يَقْبِضَ على تَلْبِيبِ نَفْسِه وأَنشد : .
" إِنَّا إِذا الدّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا ويُقَالُ : تَلْبيبُهُ . تَرَدُّدُه وقد تقدَّم . وقال مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ في صفة تَيْسِ غَنَمِه : .
وراحَتْ أُصَيْلاناً كَأَنَّ ضُرُوعَها ... دلاءٌ وفِيهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُ