وليس الامر كذلك بل المصرح به في أمهات اللغة وأكثر مصنفات الصرف ان الفتيا باليا لا تكون الا مضمومة وان الفتوى بالواو لا تكون الا مفتوحة على ما اقتضته قواعد الصرف ففى كلامه نظر وتقصير فتأمل * قلت الامر في كون كلام المصنف دل على مرجوحية الفتح كما ذكره شيخنا وأما قوله لا يعرف ضبط الاولى من كلامه فان قوله فيما بعد وتفتح هو يدل على أنهما بالضم والمصنف يفعل ذلك أحيانا مراعاة للاختصار وقوله ان الفتيا بالياء لا تكون الا مضمومة هو صحيح ولكن قوله وبالواو ولا تكون الا مفتوحة غير 3 صحيح فقد صرح بالوجهين صاحب المصباح كما قدمنا كلامه وابن سيده فانه ضبطه بالوجهين وقال الفتح لاهل المدينة أي وما عداهم يضمون الفاء فلا تقصير في كلام المصنف فتأمل ( والفتيان بالكسر قبيلة من بجيلة ) وهم بنو فتيان بن معاوية بن زيد بن الغوث وفيهم يقول ابن مقبل إذا انتجعت فتيان أصبح سربهم * بخد جاء عيش آمنا أن ينفرا .
( منهم ) أبو عاصم ( ربيعة ) كذا في النسخ والصواب رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس بن حيال بن بد ابن فتيان ( الفتيانى ) من أصحاب على رضى الله تعالى عنه قاله ابن الكلبى وقال مسلم سمع عمرو بن الحمق وعنه السدى وعبد الملك بن عمير وبيان بن بشر ( والفتوة ) بالضم والتشديد وانما أعراه عن الضبط لشهرته وقد تقدم الكلام على واوه ( الكرم ) والخاء هذا لغة وفى عرف أهل التحقيق أن يؤثر الخلق عل نفسه بالدنيا والاخره وصاحب الفتوة يقال له الفتى ومنه لا فتى الا على وقول الشاعر فان فتى الفتيان من راح واغتدى * لضر عدو أو لنفع صديق وعبر عنها في الشريعة بمكارم الاخلاق ولم يجئ لفظ الفتوة في الكتاب والسنة وانما جاء في كلام السلف وأقدم من تكلم فيها جعفر الصادق ثم الفضيل ثم الامام أحمد وسهل والجنيد ولهمم في التعبير عنها ألفاظ مختلفة والمال واحد ويقال هو فتى بين الفتوة ( وقد تفتى وتفاتى ) نقله الجوهرى ( وفتوتهم ) أفتوهم ( غلبتهم فيها ) أي في الفتوة ( والفتى كسمى ) هكذا هو مضبوط في نسخ التهذيب وفى ياقوتة الغمر بخط توزون مستملى أبى عمر بكسر التاء ( قدح الشطار ) عن ابن الاعرابي نقله الازهرى وهو ما يكال به الخمر قال الزمخشري يقال شرب بالفتى وهو قدح الشطار سمى به لصغره وهو مجاز ( والمفتى ) كمحسن ( مكيال هشام بن هبيرة ) نقله ابن سيده والازهري عن الاصمعي قال والعمرى هو مكيال اللبن والمد الهشامى هو الذى كان يتوضأ به سعيد بن المسيب وفى الحديث أن امرأة سألت أم سلمة أن تريها الاناء الذى كان يتوضأ منه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخرجته فقالت المرأة هذا مكوك المفتى قال ابن الاثير أرادت تشبيه الاناء بمكوك هشام أو أرادت مكوك صاحب المفتى فحذفت المضاف أو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر فتأمل ذلك ( والفتة كعدة الحرة ج فتون ) بالكسر * ومما يستدرك عليه أفتى شرب بالفتى عن ابن الاعرابي ويقال للبكرة من الابل فتية وتصغيرها فتية والفتاء كسحاب الفتوة والأفتاء من الدواب خلاف المسان واحدها فتى كغنى مثل يتيم وأيتام نقله الجوهرى وتفاتوا الى الفقيه ارتفعوا إليه الفتيا نقله الجوهرى واستفيته فأفتانى أي طلبت منه ومنه قوله تعالى ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم وقولة تعالى فاستفتهم ألربك البنات وفتيان بن أبى السمح الفقيه المصرى من كبار أصحاب مالك وأبو الفتيان عمرو بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستانى الحافظ ويعرف بالرواسي أيضا روى عن الخطيب البغدادي مات بسرخس سنة 553 وبنو فتيان أيضا قبيلة في أشجع وهو فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع منهم معقل بن سنان الا شجعي الفتيانى الصحابي وفى بيت المقدس جماعة يعرفون بالفتيانيين فلا أدرى أهم من بجيلة أو أشجع أو نسبوا الى جد لهم يقال له فتيان وأبرد من شيخ يتفتى أي يتشبه بالفتيان والمفاتاة والتفاتى المحاكمة وأقمت عنده فنى من نهار رأى صدرا منه وهو مجاز وهبة الله ابن سلمان بن عبد الله بن الفتى النهرواني الشافعي الاصبهاني سمع ابن ماجه الابهري وأخوه أبو على الحسن درس بنظامية بغداد وحدث عن الرئيس الثقفى مات سنة 525 وأبوهما ذكره ابن ماكولا ووصفه بالادب وأخوهما على حدث عن أبيه وسليمان ابن معاذ الفتى السعدى روى عن نصر بن أحمد بن اسمعيل الكشانى وعمر الفتى أحد الفقهاء العاملين بزبيد أخذ عن الشرف اسمعيل المقرئ وسموا فاتية والفتى جمع الفتوى والفتيا عن ابن القوطية وتصغير الفتية أفيتية ( وى أفثى افثاء ) أهمله الجوهرى والازهري والصاغانى وقال ابن سيده يقال عدا الرجل حتى أفثى أي حتى ( أعيا ) وفتر قالت الخنساء الامن لعين لا تجف دموعها * إذا قلت أفثت تبتهل فتحفل أرادت أفثأت فحففت ( والفجوة الفرجة ) والمتسع بين الشيئين كما في الصحاح وفى المحكم الفجوة في المسكان فتح فيه ( و ) أيضا ( ما اتسع من الارض كالفجواء ) بالمد وقيل ما اتسع منها وانخفض وبه فسر ثعلب قوله تعالى وهم في فجوة منه وقال الراغب أي في ساحة واسعة ( و ) الفجوة ( ساحة الدارو ) الفجوة ( مابين حوامى الحوافر ) نقله ابن سيده ( ج فجوات ) كشهوة وشهوات ( وفجاء ) بالكسر والمد ( وفجابابه ) فجوا ( فتحه فانفجى ) انفتح بلعة طيئ نقله شمر ( و ) فجا ( قوسه ) فجوا ( رفع وترها عن كبدها ففجيت ) كرضى تفجى فجا نقله الجوهرى ( فهى فجواء ) نقله الجوهرى وابن سيده ( والفجا تباعد ما بين الفخذين أو ) ما بين ( الركبتين أو ) مابين ( الساقين ) وهو أفجى وهى فجواء ( أو هو تباعد ) ما بين ( عرقوبى البعير ) كما في الصحاح وفى الانسان تباعد ما بين