وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِه عَلَيْهِ . قال ابنُ الأَثِيرِ : يُشْبه أَنْ يَكُونَ هَذَا مِن حَيْثُ إِنَّ العَرَب كَانُوا يُوصُون أَهْلَهم بالبُكَاءِ والنَّوْح عَلَيْهم وإِشَاعَة النَّعْي في الأَحْيَاء وكَانَ ذلِكَ مَشْهُوراً مِنْ مَذَاهِيهم فالمَيِّتُ تَلْزَمُهُ العُقُوبَةُ في ذلِكَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِهِ بِه . قال ابن بُزُرْج : عَذَّبْتُه عَذَابَ عِذَبِينَ . وأَصَابَه مِنِّي عَذَابُ عِذَبِينَ كبِلَغِينَ أَي بِكَسْرٍ فَفَتْح فَكَسْر وكَذلِك أَصَابَه مِنّي العِذَبُونَ أَي لا يُرْفَع عَنْه العَذَابُ . العَذَّابُ كَكَتَّان : فَرَسُ البَدَّاء بْنِ قَيْس وفي نُسْخَةٍ البَرَاء بِالرَّاءِ والأُولَى الصَّوَابُ . والعُذَيْبُ والعُذَيْبَةُ مُصَغَّرَيْنِ ماءانِ الأَخِيرُ بالقُرْبِ مِنْ يَنْبُعَ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : العُذَيْبُ : مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ القَادِسِيَّة ومُغِيثَةَ . وَفِي الحَدِيثِ ذِكْرُ العُذَيْب وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيم عَلى مَرْحَلَةٍ مِنَ الكُوفَةِ مُسَمَّىً بِتَصْغِيرِ العَذْبِ وقِيل سُمِّي بِهِ لأَنَّه طَرَفُ أَرْضِ العَرَب من العَذَبة وَهِي طَرَفُ الشَّيْء . وقَال كُثَيِّر : .
" لَعَمْرِي لَئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَتوأَخْلَتْ لخَيْمَاتِ العُذَيْبِ ظِلاَلَهَا قال ابْنُ جِنِّي : أَرَادَ العُذَيْبَةَ فحَذَف الهَاءَ . وعَيْذَابُ بالفَتْح : د بالصَّعِيد ونُسِبَت إِلَيْهَا الصَّحْرَاءُ دُفِنَ فِيهَا السَّيِّدُ القُطْبُ الرَّبَّانِيُّ الإِمَامُ أَبُو الحَسَن الشَّاذِلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ . والعَذْبُ : شَجَرٌ وقد تَقَدَّمَ في العَذَب المُتَحَرِّك وَهُمَا وَاحِدٌ فَهُوَ كالتَّكْرَارِ لِمَا قَبْلَه . وبالتَّحْرِيكِ قَيَّدَهُ أَبُو حَنِيفَة في كِتَاب النَّبَاتِ . والعَذَابَة كَسَحَابَة هي العَدَابَةُ وَهِيَ الرَّحْمُ رَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ وأَنْشَدَ البَيْتَ السَّابِقَ الذِّكْر في لمُهْمَلَة هُنَا . في الصَّحَاح : العُذَبِيُّ : الكَرِيمُ الأَخْلاَق بالذَّالِ المُعْجَمَة وأَنْشَدَ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ في المُهْمَلَة أَي كالعُدَبِيِّ . وهَذَا الحَرْفُ في التَّهْذِيبِ في تَرْجَمَة عَدَبَ بالدَّالِ المُهْمَلَة وقَالَ : هُوَ العُذَبِيّ وضَبَطَه كَذلِكَ وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه . والعَذْبَةُ بِفَتْح فَسُكُونٍ : شَجَرَةٌ تُمَوِّتُ البُعْرَانَ بالضَّمِّ جَمْع بَعِير أَي إِذَا أَكَلَت مِنْهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . ودَوَاءٌ م أَي مَعْرُوفٌ . وذَاتُ العَذْبَةِ : ع وعَاذِبٌ : اسْمُ مَوْضِعٍ آخَر . قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ : .
تأَبَّدَ مِنْ لَيْلَى رُماحٌ فَعَاذِبُ ... فأَقْفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَّنَاضِبُ كَذَا في لِسَانِ العَرَب . والاعْتِذَابُ : أَن تُسْبِلَ لِلْعِمَامَة عَذَبَتَيْنِ مُحَرَّكَةً مِنْ خَلْفِهَا وَهُمَا طَرَفَا الْعِمَامَة نَقلَه الصَّاغَانِيُّ . والعَذَبَات مُحَرَّكَةً : أَطْرَافُ السُّيُورِ . والحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ أَلْسِنَتِهم جَمْعُ عَذَبَة . وعَذَبَاتُ الناقةِ : قَوَائِمُهَا . وفَرَسُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْع . ويَوْمُ العَذَبَاتِ : مِنْ أَيَّامِهِم . وفي الأَسَاس : وفلان لا يَشْرَب المُعَذَّبَةَ أَي الخَمْرَ المَمْزوجَةَ . واسْتَدرَكَ شيخُنَا على المُؤَلِّف : أَنَّه يقال : اعذَوْذَبَ المَاءُ كاحْلَوْلَى إِذَا صَارَ عَذْباً ذكره جماعَةٌ وأَغْفَلَه الجَمَاهِيرُ كالمُصَنِّف . قلت : وهو وَارِدٌ في كلامِ سَيِّدِنا عَلِيٍّ رضي الله عَنْه يَذُمُّ الدُّنيا : اعْذَوْذَبَ جَانِب مِنْهَا واحْلَوْلَى . قال ابْنُ مَنْظُور : هُمَا افْعُوْعَلَ من العُذُوبَةِ والحَلاَوَة وهو مِن أَبْنِيَة المُبَالَغة وقد ذكره غيرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة وذكره اللَّبلِيُّ مع أَخَوَاتِه في بُغْيَةِ الآمال فلا أَدْرِي مَاذَا أَرَاد بالجَمَاهِير . ومما يُسْتَدْرَكُ على المؤلف : امرَأَةٌ مِعْذَابُ الرِّيقِ : سَائِغَتُه حُلْوَتُه . قال أَبُو زُبَيْد .
إِذَا تَطَيَّبْت بَعْدَ النَّوْم عِلَّتَها ... نَبَّهْتَ طَيِّبَةَ العِلاَّت مِعْذَابَا