ومن أمثالِهم : " انقَطَع منه سَحْرِي " أَي يَئِسْت منه كما في الأساس . وزاد : وأنَا منه غيُر صَريمِ سَحْرٍ أَي غيرُ قَانِطٍ . وتبعه في البصائر . ومن المَجَاز : المقَطَّعة الُسحُورِ والمُقَطَّعَة الأسْحَارِ وكذا المُقَطَّعَة الانْمَاطِ وقد تُكَسُر الطَّاءُ ونَسبه الأَزْهَرِيّ لبعض المتأَخِّرينَ : الأرنَبُ وهو على التفاؤُل أَي سَحْرُه يُقَطَّع . وعلى اللُّغةِ الثَّانِيَة أَي من سُرْعتها وشِدَّة عَدْوِهَا كأنها تُقَطِّع سَحْرَها ونِيَاطَها . وقال الصَّاغانيّ : لأنَّها تُقَطِّع أسحارَ الكلاب لِشدَّةِ عَدْوِهَا وتُقَطِّع أسحارَ مَنْ يَطْلُبها قاله ابن شميل . ومن المَجَاز : السَّحُورُ كصَبُورُ هو ما يُتَسَحَّرُ به وَقْتَ السَّحَرِ من طَعام أو لبَنٍ أو سَوِيق وُضِعَ اسْماً لِمَا يُؤْكَل ذلِك الوقْتَ . وقد تَسَحَّرُ الرَّجلُ ذلك الطَّعَامَ أَي أكلَه قاله الأَزْهَرِيّ . وقال ابن الأثير : هو بالفَتْح اسمُ ما يُتَسَحَّر به وبالضَّمّ المَصْدر والفِعْلُ نفْسُه وقد تكَرَّرَ ذِكرُه في الحَدِيث . وأكثَرُ ما يُرْوَى بالفَتْح وقيل : الصّوابُ بالضَّمّ لأنه بالفَتْح الطَّعَامُ والبَرَكةُ والأجْرُ والثَّوَابُ في الِفعْل لا في الطَّعَام . ومن المجاز السَّحَرُ محرَّكةً : قُبَيْلَ الصُّبْحِ آخِرَ الليلِ كالسَّحْر بالفَتْح والجمْع أسْحَارٌ كالسَّحَرِيّ والسَّحَرِيَّة محرَّكة فيهما يقال لَقِيتُه سَحَرِيَّ هذه الليلةِ وسَحَرِيَّتَهَا . قال ابن قيس الرُّقَيَّات : .
وَلَدَتْ أَغرَّ مُبَارَكاً ... كَالبَدْرِ وَسْطَ سَمِائَها .
فِي لَيْلَةِ لا نَحْسَ فِي ... سَحَرِيَّهَا وعِشَائِهَا وقال الأَزْهَرِيّ : السَّحَر : قِطْعَةٌ من اللَّيْل . وقال الزَّمَخْشَرِىّ : وإنما سُمِّي السَّحَرَ استعارةً لأنه وقتَ إدبارِ اللَّيْل وإقْبَال النَّهَار فهو مُتَنَفَّس الصُّبْحِ . ومن المَجَاز : السَّحَرُ : البَيَاضُ يَعْلُو السَّوادَ يقال بالسين وبالصاد إلا أَن السين أكثرُ ما يُستعمَلُ في سَحَرِ الصُّبْح والصَّاد في الألْوَان . يقال : حِمَار أصْحَرُ وأتاَنٌ صَحْرَاءُ . ومن المَجَاز : السَّحَر : طَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ وآخِرُه استعارةٌ من أسْحار اللَّيَالِي ج أسْحارٌ قال ذو الرُّمَّة يَصِف فَلاةً : .
مغَمِّضُ أسْحَارِ الخُبُوتِ إِذَا اكْتَسَى ... مِنَ الآلِ جُلّاً نازحُ الماءِ مُقفِرُ قال الأَزْهَرِيّ : أسحارُ الفلاةِ : أطْرَافُهَا . ومن المَجَاز : السُّحْرَةُ بالضَّمّ : السَّحَرُ وقيل : الأعْلَى منه . وقيل : هو من ثُلُث اللَّيْلِ الآخِرِ إلى طُلوعِ الفَجْرِ . يقال : لَقِيتُه بسُحْرَةٍ ولَقِيته سُحْرَةً وسُحْرَةَ يا هذا ولقيتهُ بالسَّحَرِ الأعْلَى ولقيته بأعلى سَحَرْين وأعْلَى السَّحَرَيْن . قالوا : وأمّا قول العَجَّاج : .
" غَدَا بأَعْلىَ سَحَرٍ وأحْرَسَا فهو خَطَأٌ كان يَنْبِغي له أَن يقول : بأعْلَى سَحَرَيْنِ لأنه أوَّلُ تَنَفَّسِ الصُّبْحِ كما قال الراجز : .
" مَرَّتْ بأعْلَى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ وفي الأساس : لَقِيتُه بالسَّحَرِ وفي أعْلَى السَّحَرَيْنِ وهما سَحَرٌ مع الصُّبح وسَحَرٌ قُبَيْلَهُ . كما يقال الفَجْرَانِ : الكَاذِبُ والصَّادقُ