والمَحْسُورُ : الّذي يُعْطِي كُلَّ ما عِنْدَه حَتَّى يَبْقَى لا شَيْء عِنْدَه وهو مَجَازٌ . وبه فُسِّر قَولُه عَزَّ وجَلَّ " ولا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً " وحَسَرُوه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً : سألُوه فأعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عنده شَيْءٌ . وحَسَرَ البَحْرُ عن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسِرُ : نَضَب عَنْه حتَّى بَدَا ما تَحْت المَاءِ من الأرض وهو مَجاز . قال الأزْهَريّ : ولا يُقَال انْحَسَر البَحْرُ . وقال ابن السِّكِّيت : حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعْنىً واحدٍ . وفي حديث عَليٍّ رضِيَ اللهُ عَنْه " ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فإنَّ ذلك سِيماَ المُسْلِمِين " أي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لا شُرَفَ لَها . وفي التَّهْذِيب : فَلاَةٌ عارِيةُ المَحَاسِرِ إذا لَمْ يكُنْ فيها كِنٌّ من شَجرٍ . ومحَاسِرُها : مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عن النَّبَات وهو مَجَاز . وكَذَا قَوْلُهُمْ : حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّي كما في الأساس حشر .
الحشْرُ : ما لَطُفَ منَ الآذانِ وهو مجَازٌ . يقال : لِلْواحِدِ والإثْنَيْن والجمعِ . وأحصرُ منه عِبَارةُ الجوْهَريّ : لا يُثَنَّى ولا يُجْمع قال : لأنه مَصدَرٌ في الأصْل مثْل قولهم : ماءٌ غَوْرٌ وماءٌ سكْبٌ . وقد قِيلَ أُذُنٌ حَشْرَةٌ قال النَّمِر بنُ تَوْلَب : .
لَها أُذُنٌ حشْرَةٌ مَشْرةٌ ... كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ هكذا أنشدهُ الجَوْهَريّ لَه قال الصغانِيُّ : وإنَّمَا هو لِربِيعَةَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ ولعلّه نَقَلَه من كتابٍ قال فِيه : قال النَّمَرِيُّ فظَنَّه النَّمِرَ بْنَ تَوْلَب انتَهى . وقال ابنُ الأعْرابِيِّ : ويُسْتَحَبُّ في البَعِير أن يَكُونَ حَشْرَ الأُذُنِ وكذلك يُسْتَحَبُّ في النَّاقَةِ . قال ذُو الرُّمَّة : .
لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَي لَطِيفَةٌ ... وخَدٌّ كمْرْآة الغَرِيبَةِ أَسْجَحُ من المَجاز : الحشْرُ : مَا لَطُف مِن القُذَذِ . قال اللّيْث : الحَشْرُ من الآذانِ ومن قذَذِ رِيشِ السِّهامِ : ما لَطُفَ كأَنَّما بُرِياً . وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ : صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَة . وقال ثعلب : دَقِيقَةُ الطَّرَفِ سُمِّيَت في الأخِيرة بالمَصْدر لأَنَّهَا حُشِرَتْ حَشْراً أي صُغِّرَت وأُلْطِفَتْ . وقال غيره : الحَشْرُ من القُذَذِ والآذانِ : المؤلَّلَةُ الحدِيدَةُ والجَمْعُ حُشُورٌ قال أُميَّةُ بْنُ أبِي عائذٍ : .
مَطارِحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو ... رِ هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونَا