" جَرَّبها نَوْء مِن السِّماكَيْنْ . واسْتَجَرَّ الفَصِيل عن الرَّضاع : أخَذَتُه قَرْحَةٌ في فِيه أو في سائرِ جَسَدِه فكَفَّ عنه لذلك .
ومِن المَجَاز : أَجَرَّ لسانَه إذا منَعَه من الكلام مأْخوذةٌ من إجرار الفَصِيلِ وهو أن يُشَقَّ لسانُه ويُشَدَّ عَلَيْه عُودٌ لئلاَّ يَرْتَضِعَ لأنه يَجُرُّ العُودَ بلسانه قال عَمْرُو بن مَعْدِ يكرِبَ : .
فلوْ أنّ قَوْمِي أنْطَقْتِني رماحُهْم ... نَطَقْتُ ولكنّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ . أي لو قاتَلُوا وأبْلَوْا لذَكَرْتُ ذلك وفَخرْتُ بهم ولكنّ رِماحَهم أجرَّتْني أي قطَعَتْ لسانِي عن الكلامِ بفِرارِهِم أرادَ أنهم لم يُقَاتِلُوا . وزَعمُوا أن عَمْرَو بنَ بشْرِ بنِ مرْثَد حين قَتَلَه الأسَدِيُّ قاله له : أجِرَّ سَرَاويلِي فإني لم أسْتَعِنْ . قال أَبو منصور : هو من قولهم : أجْرَرْتُه رَسَنَه وأجْرَرْتُه الرُّمْحَ أي دَعِ السَّراويلَ عليَّ أَجُرَّه . فأظْهَرَ الإدغَامَ على لغة الحِجَاز وهذا أدغمَ على لغة غيرهم قال : ويجوزُ أن يكونَ لمّا سَلَبَه ثِيابَه وأراد أَن يأْخذَ سَراوِيلَه قال : أجِرْ لي سَراوِيلي من الإجارة وهو الأَمانُ أَي أبْقِه عليَّ فيكونُ مِن غير هذا الباب . قال ابن السِّكِّيت : سُئِلَ ابنُ لِسان الحُمَّرَةِ عن الضَّأْن فقال : مالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لا حمَى لها إذا أُفْلِتَتْ مِن جرَّتَيْهَا . قال : يَعْني بجَرَّتَيْهَا المَجَر في الدَّهْر الشديدِ والنَّشَرَ وهو أن تَنتشرَ بالليل فتَأْتيِ عليها السِّبِاع . قال الأزهريُّ : جَعَلَ المَجَرَ لها جَرَّتَيْن أي حبَالَتَيْن تَقَعُ فيهما فتَهْلِكُ .
والجَرُّ : الحَبْلُ الذي في وَسَطِه اللُّؤَمَةُ إلى المَضْمَدَة قال : .
" وكَلَّفُوني الجَرُّ والجر عَملْ . وجَرُورُ . كصَبُور : ناحِيةٌ من مِصْرَ . والجُرَيِّرُ مُصغَّراً مُشدَّداً : وادٍ في ديار أسَدٍ أعلاه لهم وأسْفَلُه لبنِي عَبْس . وبَلَدٌ لغَنِيّ فيما بين جَبَلَةَ وشرقيِّ الحِمضى إلى أُضاخ وهي أرضٌ واسعةٌ .
وجُرَيْرٌ كزُبيرٌ : موضِعٌ قُرْبَ مكّةَ . ولحام جَريرِ كأمِيرٍ : موضعٌ بالكُوفةِ كانت بها وقعة لمّا طَرَقَ عُبَيْدُ اللهِ الكُوفَةَ . وجِرارُ ككِتابٍ : من نواحي قِنَّسْرِينَ . وجِرارُ سَعْدٍ : مَوضعٌ بالمدينة كان يَنْصُبُ عليه سَعْدُ بن عُبَادَةَ جِراراً يُبَرِّدُ فيها الماءَ لأَضْيَافِه به أُطُمُ دُلَيْمٍ . والجَرُّ : الحَرْثُ . واجْتَرُّوا : احْتَرَثُوا . ومن أمثالهم : " ناوَصَ الجَرَّةَ ثم سالَمَها " أوْرَدَه الميْدَانِيُّ وغيرُه وقد تقدَّم تفسيرُه . ومن المجَاز : جَرَّت الخيلُ الأرضَ بسَنابِكِها إذا خَدَّتَهَا وأنشدَ : .
أخادِيدُ جرَّتْهَا السَّنَابِكُ غادَرَتْ ... بها كلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ . قيل للأصمعيِّ : جَرَّتْهَا من الجَريرَة ؟ قال : لا ولكن من الجَرِّ في الأَرض والتَّأْثِير فيها كقوله : .
" مَجَرّ جُيُوشٍِ غانِمِينَ وخُيَّبِ . ومن أمثالهم : " سطى مَجَرّ ترُطِبْ هَجَرْ " يُرِيدُ تَوَسَّطِى يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السّماءِ فإن ذلك وَقْتُ إرْطابِ النَخِيل بهَجَر .
وفي حديثِ عُمَر : " لا يَصْلُحُ هذا الأمرُ إلا لمَن لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه " أي لا يحْقِدُ على رَعيَّتِه فضَرَب الجِرَّةَ لذلك مثلاً . ويقال : معنَى قولهم : فلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّته أي لا يَكْتُمُ سِرّاً