قولُهم : يا ثاراتِ زَيْدٍ : أي يا قَتَلَتَه كذا في الصّحاح . وفي الأساس : وقولُهم : يا لَثاراتِ الحُسَيْنِ : أُرِيد تَعالَيْنَ يا ذُحُولَه فهذا أَوَانُ طلبَتكِ . وفي النِّهاية : وفي الحديث : يا ثاراتِ عُثْمَانَ : أَي يا أَهلَ ثاراتِه ويا أَيُّهَا الطّالِبُون بدَمِه فحَذَفَ المضافَ وأقامَ المضافَ إليه مُقامَه وقال حَسّان : .
لَتَسْمَعنَّ وَشِيكاً في دِيَارِهِمُ ... اللهُ أكبرُ يا ثاراتِ عُثْمَانَا . وقد رُوِيَ أيضاً بمَثَنَّاه فوقيَّة كما تقدَّمت الإشارةُ إليه فهو يُروَى بالمادَّتَيْن واقتصرَ صاحبُ النِّهَايةِ على ذِكْره هنا ولكنّه جَمَعَ بين كلامِ الجوهَريِّ وبين كلامِ أهلِ الغَرِيب فقال : فعلَى الأولِ أي على حَذْف المضافِ وإقامةِ المضافِ إليه يكونُ قد نَادَى طالِبِي الثَّأْر لِيُعينُوه على استيفائِه وأخْذِه وعلى الثّاني أي تفسيرِ الجوهريِّ يكونُ قد نادَى القتلة تعريفاً لهم وتَقْرِيعاً وتَفْظِيعاً للأمرِ عليهم حتّى يجمَع لهم عندَ أَخْذِ الثَّأْرِ بين القَتْلِ وبينَ تَعْرِيفِ الجُرْمِِ وتَسْمِيَتُه وقَرْعُ أسماعِهِم به ليَصْدَعَ قلوبَهم فيكون أنْكَأَ فيهم وأَشْفَى للنَّفْسِ . والثّائِرُ : مَنْ لا يُبْقِي على شيءٍ حتّى يُدْرِكَ ثَأْرَهُ .
من المَجَاز : لا ثَأَرَتْ فلاناً وفي الأساس : على فلانٍ يَداه أي لا نَفَعَتاه مُستَعارٌ مِن ثَأَرتُ حَمِيمِي : قَتلتُ به .
يقال : اثَّأَرْتُ من فلان وأصلُه اثْتَأَرْتُ بتقديمِ المُثَلَّثَة على الفَوْقِيَّة افتعلتُ مِن ثَأَرَ أُدْغِمَتْ في الثَّاءِ وشُدِّدَتْ أي أدْرَكْتُ منه ثَأْرِي وكذلك إذا قَتَلَ قِاتِلَ وِلِيِّه وقال لَبِيد : .
والنِّيبُ إنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً ... بعدَ المَماتِ فإنِّي كنتُ أَثَّئِرُ . أي كنتُ أَنحرُها للضِّيفان فقد أَدْركْتُ منها ثَأْري في حياتِي مجازاةً لتَقَضُّمِها عِظامِي النَّخِرَةَ بعد مَماتِي وذلك أن الإبلَ إذا لم تَجِد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ المَوْتَى وعِظَامَ الإبِلِ تُحْمِضُ بها .
والثَّأْرُ المُنِيمُ : الذي إذا أصابَه الطّالِبُ رَضِيَ به فنامَ بعدَه . كذا في الصّحاح وقال غيرهُ : هو الذي يكونُ كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّك ويقال : أَدْرَكَ فلانٌ ثَأْراً مُنْيماً إذا قَتَلَ نَبِيلاً فيه وفاءً لِطِلْبَتِه وكذلك أصابَ الثَّأْرَ المُنِيمَ وقال أبو جُنْدب الهُذليّ : .
دَعَوْا مَوْلَى نُفاثَةَ ثُمَّ قالُوا : ... لَعَلَّكَ لسْتَ بالثَّأْرِ المُنِيمِ . قال السُّكَّرِيُّ : أي لستَ بالذي يُنِيمُ صاحبَه أيْ إن قتلتُكَ لم أنَمْ حتى أقتلَ غيركَ أي لستَ بالكُفُؤِ فأُنَامَ بعدَ قَتْلِكَ . وقال الباهليُّ المُنِيمُ : الذي إذا أدْرَكَه الرجلُ شَفاه وأقنعَه فنامَ .
يقال : ثَأَرْتُكَ بكذا أي أَدْرَكْتُ به ثَأْرِي منكَ .
ومّما يُستدرَك عليه : الثَّائِرُ : الطّالِبُ . والثّائِرُ : المَطْلُوبُ . ويُجْمَعُ الأثْآرَ وقال الشاعر : .
طَعَنتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ ... لها نَفَذٌ لولا الشُّعَاعُ أَضاءَها . وعبارةُ الأساس : ويقال للثّائِرِ أيضاً : الثَّأْر وكلُّ واحدٍ مِن طالب ومطلوب ثَأْرُ صاحِبِه . والمَثْؤورُ به : المَقْتُولُ . والثَّأْرُ أيضاً : العَدُوُّ وبه فُسِّرَ حديثُ عبدِ الرَّحمن يومَ الشُّورَى : " لا تُغْمِدُو سُيُوفَكم عن أعدائِكم فتُوتِرُوا ثَأْرَكُمْْ " أَراد أَنَّكُم تُمَكِّنُون عَدُوَّكم مِن أَخْذ وِتْرِه عندكم . يقال : وَتَرْتُه إذا أصبتَه بِوَتْرِ وأَوْتَرْتُه إذا أَوْجَدْتَه وَتْرَه ومَكَّنْتَه منه .
والمَوْتُور الثائِرُ : طالِبُ الثَّأْرِ وهو طَالِبُ الدَّمِ وقد جاءَ في حديث محمّدِ بنِ سَلَمَةَ يومَ خَبْيَر . وفي الأمثال للمَيْدانِيّ : " لا ينامُ مِن ثَأْرِ كذا " . وفي كامل المبرّد : " لا ينامُ مَنْ أَثْأَرَ " .
ث ب ج ر .
اثْبَجَرَّ الرجلُ : ارْتَدَعَ من فَزَعٍ أو عند الفَزَعِ . اثْبَجَرَّ : تَحَيَّر في أَمْرِه . اثْبَجَرَّ : نَفَرَ وجَفَلَ قال العَجّاج يصفُ الحِمَارَ والأتانَ : .
" إذا اثْبَجَرَّا مِن سَوادٍ حَدَجَا