وبَصَّرَه تَبْصِيراً : عَرَّفَه وأَوْضَحه وبَصَّرتُه به : عَلَّمتُه إيّاه . وتَبَصَّرَ في رأْيه واسْتَبْصَرَ : تَبَيَّنَ ما يَأْتِيه من خيرٍ وشرٍّ . وفي التَّنْزِيل العزيز : " وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ " أي أتَوْا ما أتَوُه وهم قد تَبَيَّنَ لهم أنّ عاقِبَتَه عذابُهم وقيل : أَي كانوا في دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ وقيل : كانوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهم .
بَصَّرَ اللَّحْمَ تَبْصِيراً : قَطَعَ كلَّ مَفْصِلٍ وما فيه من اللَّحْم من البَصْرِ وهو القَطْعُ .
بَصَّرَ الجَرْوُ تَبْصِيراً : فَتَحَ عَيْنَيْه عن اللَّيْث . بَصَّرَ رَأْسَه تَبْصِيراً : قَطَعَه كبَصَرَه .
بِصَارٌ ككِتَاب : جَدُّ المعمَّرِ نَصْرِ بنِ دُهْمَانَ الأشْجَعِيِّ وهو بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ : بَطْنٌ ومِن وَلَدِه جارَيةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ بن دُهْمَانَ بن بِصَارٍ شَهِدَ بَدْراً . وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ .
في التَّنْزِيل العزيزِ : " قوله تعالَى : " والنَّهَارَ مُبْصِراً " : أي مُضيئاَ يُبْصَرُ فيه . ومن المَجاز قولُه تعالَى : " وَجَعَلْنا آيةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً " أي بَيِّنَةَ واضِحَةً وقولُه تعالَى : " وآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً " أي آيَةً واضِحَةً قالَه الزَّجّاجُ . وقال الفَرّاءُ : جَعَلَ الفِعْلَ لها ومعنَى مُبْصِرَة مُضِيئَة وقال الزَّجّاج : ومَن قَرَأَ " مُبْصَرَةً " فالمعنى بَيَّنةٌ ومَن قرأ " مُبْصَرَةً فالمعنى مُبَيَّنَةٌ وقال الأخْفَشُ : : " مُبْصَرَة " أي مُبْصَراً بها وقال الأزهريُّ : والقَوْلُ ما قال الفَرّاءُ أراد آتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً أي مُضِيئَةً . وفي الصّحاح : المُبْصِرةُ : المُضِيئةُ ومنه قولُه تعالَى : " فلَمَّا جاءَتْهم آياتُنا مُبْصِرَةً " . قال الأخْفَشُ : أي تُبْصِّرُهم تَبْصِيراً أي تَجْعَلُهم بُصَراءَ .
ومّما يُسْتَدرَك عليه : البَصِيرُ وهو مِن أسماء اللهِ تعالَى وهو الذي يُشَاهِدُ الأشْيَاءَ كلَّها ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ والبَصَرُ في حَقِّه عبارةٌ عن الصِّفَةِ التي يَنْكَشِفُ بها كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ كذا في النِّهَايَة . وأبصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وقَعَتْ عَينُه عليه عن سِيبَوَيْهِ . وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ : شِبْهُ رَمَقْتُه . وعن ابن الأعرابِيّ : أبْصَرَ الرَّجلُ إذا خَرَجَ من الكُفْر إلى بَصِيرَةِ الإيمانِ وأنشدَ : .
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ ... وعلى بَصَائِرِهَا وإنْ لم تُبْصِرِ . قال : بَصَائِرُها : إسلامُها وإن لم تُبْصِر في كُفْرها . ولَقَيَه بَصَراً محرَّكَةً أي حين تَبَاصَرَتِ الأعيانُ ورأَى بعضُهَا بعضاً وقيل : هو أوّلُ الظَّلامِ إذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما تَتَبَايَنُ به الأشباحث لا يُسْتَعْمل إلاّ ظَرْفاً . وفي الحديث : " كان يُصَلِّي بنا صلاةَ البَصَرِ حتَّى لو أنَّ إنساناً رَمَى بِنَبْلِه أبْصَرَهَا " . قيل : هي صلاةُ المَغْرِبِ وقيل : الفَجْر لأنهما يُؤَدِّيانِ وقد اختَلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ .
ومن المَجَاز : ويقال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ : فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ ومِن ذلك قولُهم : رأيتُ عليك ذاتَ البَصَائِرِ . والبَصِيرَةُ : الثَّباتُ في الدِّين . وقال ابن بُزُرْج : أَبْصِرْ إليًّ أي انْظُرء إليَّ وقيل : الْتَفِتْ إليَّ . وقول الشاعر : .
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ ... عن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ . قال ابن سِيدَه : يجوزُ أن يكونَ معناه قُوِّيَتْ أي لمّا هَمَّ هذا الرِّيشُ بالزُّوال عن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ به أَلْزَقَه بالغِرَاء فثَبَتَ .
والباصِرُ : المُلَفِّقُ بين شُقَّتَيْنِ أو خِرْقَتَيْن . وقال الجوهَرِيُّ في تفسير البيتِ : يَعنِي طَلَي رِيشَ السَّهْمِ بالبَصْيرَةِ وهي الدَّمُ . وقال تَوْبَةُ : .
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نارَ لَيْلَى أو يَرَانِي بَصيرُهَا . قال ابن سِيدَه : يَعْنِي كَلْبَهَا لأَنَّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ بَصَراً .
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا : حُمْرَتُها قال :