قلتُ : ولم يَذْكُر أَنّ المنسوبَ إليه قَريةٌ أو مَوضِعٌ والذي يَظهرُ لي أنّه تَصْحِيفٌ عن النَّشْتَبْرِيِّ بفتحِ النُّونِ وسُكُون الشِّين المُعْجَمَةِ وفتحِ تاءٍ مُثَنّاةٍ فَوْقِيَّةٍ وباءٍ مُوَحَّدَةٍ وراءٍ مفتوحة إلى نَشْتَبْرَي بأَلف القَصْر : قريةٌ قُرْبَ شَهْربانَ مِن نواحِي بغدادَ كما ضَبَطَه ياقُوتُ في المُعْجَم فَلْيُنْظَرْ ويُتَأَمَّلْ .
ب ش ر .
البَشَرُ : الخَلْقُ يَقَعُ على الأُنْثَى والذَّكَرِ والواحدِ والاثْنَيْنِ والجَمْعِ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ يقال هي بَشَرٌ وهو بَشَرٌ وهما بَشَراٌ وهم بَشَرٌ كذا في الصّحاح . وفي المُحْكَم : البَشَرُ مُحَرَّكَةً : الإنسانُ ذَكَراً أو أُنْثَى واحداً أو جمعاً وقد يُثَنَّى وفي التَّنْزِيل العزيز : " أَنُؤْمِنُ لِبَشَريْنِ مِثْلِنا " قال شيخُنا : ولعلَّ العَرَبَ حين ثَنَّوْه قَصَدُوا به حين إرادةِ التَّثْنِيَةِ الواحِدَ كما هو ظاهرٌ ويُجْمَعُ أبشاراً قياساً . وفي المِصْباح : لكنّ العرَبَ ثَنَّوْه ولم يَجْمَعُوه . قال شيخُنا نَقْلاً عن بعض أَهْلِ الاشتقاق : سُمِّيَ الإنسانُ بَشَراً لِتَجرُّدِ بَشَرَتِه من الشَّعَر والصُّوف والوَبَر .
مِن فُصُوله الممتازِ بها عن جميعِ الحيوانِ بادي البَشَر وهو ظاهِرُ جِلْدِ الإنسانِ قيل : وغيرِه كالحَيَّة وقد أنكَرَه الجَمَاهِيرُ ورَدُّوه . جَمعُ بَشَرَةٍ وأَبْشَارٌ جج أي جَمْعُ الجَمْعِ وفي المُحْكَم : البشَرةُ أَعلَي جِلْدَةِ الرَّأْسِ والوَجْهِ والجَسَدِ من الإنسان وهي التي عليها الشَّعرُ وقيل : هي التي تَلِي اللَّحْمَ . وعن اللَّيْث : البَشَرَةُ أعلَى جِلْدَةِ الوَجه والجسدِ من الإنسانِ ويُعْنَى بهِ اللَّوْنُ والرِّقَّةُ ومنه اشْتُقَّتْ مُباشَرَةُ الرَّجلِ المرأَةَ : لتَضامِّ أبشارِهما . وفي الحديث : " لم أبْعثْ عُمّالِي لِيَضْرِبُوا أبشارَكم " . وقال أبو صَفْوَانَ : يُقَال لظاهِرِ جِلْدِةِ الرأْسِ الذي يَنْبُتُ فيه الشَّعرُ : البَشَرةُ والأدَمَةُ والشَّوَاةُ . وفي المِصْباح : البَشَرَةُ ظاهِرُ الجِلْدُ والجمعُ البَشَرُ مثلُ قَصَبةٍ وقَصَبٍ ثم أُطْلِقَ على الإنسان واحِدِه وجَمْعِه . قال شيخُنا : كلامُه كالصَّرِيح في أنّ إطلاقَ البَشَر على الإنسان مَجازٌ لا حقيقةٌ وإن كَتَبَ بعضٌ على قوله ثم أُطْلِقَ إلخ ما نَصُّه : بحيثُ صار حقيقةً عُرْفِيَّةً فلا تَتوقَّفُ إرادتُه منه على قَرِينَةٍ أي والمرادُ من العُرْفِيَّة عُرْفُ اللُّغَةِ .
وكلامُ الجوهريِّ كالمصنِّف صريح في الحقيقة ولذلك فَسَّره الجوهريُّ بالخَلْق وهو ظاهرُ كلامِ الجَمَاهِيرِ . والبَشْرُ بفتحٍ فسكونٍ : القَشْرُ كالإبْشَارِ وهذه عن الزَّجّاج يقال : بَشَرَ الأدِيمَ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَه : قَشَرَ بَشَرَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ وقيل : هو أَن يَأْخُذَ باطِنَه بشَفْرَةٍ .
وعن ابن بُزُرْجَ : من العَرَبِ مَن يَقُولُ : بَشَرْتُ الأديمَ أَبْشِرُه بكسرِ الشِّينِ إذا أَخَذْتَ بَشَرَتَه .
وأَبْشُرُه بالضمِّ : أُظْهِرُ بَشَرَتَه وأَبْشَرْتُ الأدِيَم فهو مُبْشَرٌ إذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه التي تَلِي اللَّحْمَ وآدَمْتُهُ إذا أظْهَرْتَ أدَمَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ . وفي التَّكْمِلَةِ : بَشَرْتُ الأديمَ أبْشِرُه بالكسر لغةٌ في أَبْشُرُه بالضَّمِّ . البَشْر : إخْفَاءُ الشّارِبِ حتَّى تَظْهَرَ البَشَرَةُ وفي حديث عبدِ الله بنِ عَمْروٍ : " أُمِرْنَا أنْ نَبْشُرَ الشَّوَارِبَ بَشْراً " أي نُحْفْيها حتى تَتَبَيَّنَ بَشَرَتُها وهي ظاهِرُ الجِلْدِ .
البَشْرُ : أَكْلُ الجَرَادِ ما على وَجْهِ الأرضِ . وقد بَشَرَها بشْراً : قَشَرَهَا وأَكَلَ ما عليها كأَنَّ ظاهِرَ الأرضِ بَشَرَتُها . والمُبَاشَرَةُ والتَّبْشِيرُ كالإبشارِ والبُشُورِ والاستبشارِ . والبِشَارةُ الاسمُ منه كالبُشْرَى . وقد بَشَرَه بالأَمْرِ يَبْشُرُه بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً وبُشْراً وبَشَره به بَشْراً عن اللِّحْيَاني وبَشَّرَه وأبْشَرَه فبَشِرَ به وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً يقال : بَشَرْتُه فأَبْشَر واسْتَبْشَرَ وتَبَشَّرَ وبَشِرَ : فرِحَ وفي التَّنزِيل :