أيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وهو السِّدْرُ البَرِّيُّ لأن النَّاسَ هابوه فلم يَرْعَوْهُ المُؤازَرةُ بالهَمْز أيضاً : المُعَاوَنةُ على الأمر تقول : أردتُ كذا فآزَرَنِي عليه فلانٌ : أي ظاهَرَ وعاوَنَ يقال : آزَرَه ووازَرَه بالواوِ على البَدَل من الهَمْز هو شاذٌّ والأولُ أفصحُ وقال الفَرّاءُ : أزَرْتُ فُلاناً أزْراً : قَوَّيتُه وآزَرْتُه : عاوَنتُه والعامَّةُ تقول : وازَرْتُه . وقال الزَّجّاج : آزرْتُ الرجلَ على فلانٍ إذا أعَنْتُه عليه وقَوَّيتُه . المُؤازرةُ أن يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بعضاً فَيَلْتَفَّ ويتلاصَقَ وهو مَجازٌ كما في الأساس . وقال الزَّجّاج في قوله تعالى : " فآزَرَه فاسْتَغْلَظَ : أي فآزَر الصِّغارُ الكِبَارَ حتى استَوَى بعضُه مع بعضِ . والتَّأْزِيرُ : التَّغْطِيَةُ وقد أَزَّرَ النَّبْتُ الأرْضَ : غَطّاها قال الأعْشَى : .
يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ ... مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ . من المَجَاز : التَّأْزِيرُ التَّقْوِيَةُ وقد أزَّرَ الحائِطَ إذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ به .
مِن المَجاز : نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ أي بالغٌ شديدٌ وفي حَدِيث المَبْعَثِ قال له وَرَقةُ : إنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أنْصُرْكَ نَصْراً مُؤَزَّراً أي بالغاً شديداً . وآزَرُ كهاجَرَ : ناحيةٌ بين سُوقِ الأهْوازِ ورامَهُرْمُزَ ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه . آزَرُ : صَنَمٌ كان تارَحُ أبُو إبراهيمَ عليه السلامُ سادِناً له كذا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين . ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالَى : " آزَرَ أَتَتَّخِذَّ أصْنَاماً " قال : لم يَكُن بأَبِيه ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إضمارِ الفِعْل في التِّلاوة كأنّه قال : وإذ قال إبراهيمُ لأبيه أتَتَّخِذُ آزَرَ إلهاً أي أَتَّتَّخذُ أصناماً آلهةً . وقال الصّاغانِيُّ : التَّقْدِيرُ : أَتَتَّخِذُ آزَر إلهاً ولم ينتصبْ بأتَتَّخِذُ الذي بعدَه لأن الاستفهامَ لا يعملُ فيما قبلَه ولأنه قد استوفَى مفعولَيْه .
آزَرُ : كَلمةُ ذَمٍّ في بعضِ اللغَاتِ أي يا أعرجُ قاله السُّهَيْلِيّ وفي التَّكملة : يا أعرجُ أو كأنّه قال : وإذْ قال إبراهيمُ لأبِيه الخاطِئ وفي التَّكْملة : يا مُخْطِئُ يا خَرِفُ وقيل : معناه يا شَيْخُ أو هي كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عن الباطل . قيل : هو اسْمُ عَمِّ إبراهِيمَ عليه وعلى محمّدٍ أفضلُ الصّلاة والسّلام في الآيةِ المذكورة وإنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أباً وجَرى عليه القرآنُ العَظيم على عادةِ العربِ في ذلك لأنهم كثيراً ما يُطلِقُون الأبَ على العَمّ وأمّا أبُوه فإنه تارَخُ بالخاءِ المُعْجَمة وقيل بالمُهْمَلة على وَزْن هاجرَ وهذا باتّفاق النَّسّابِين ليس عندَهم اختلافٌ في ذلك كذا قاله الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ أو هُمَا واحدٌ . قال القُرطُبِيُّ : حُكِيَ أنّ آزَرَ لقبُ تارَخَ عن مُقَاتِلٍ أو هو اسمُه حقيقةً حَكَاه الحَسَن فهما اسمان له كإسرائيلَ ويعقوبَ .
عن أبي عُبَيْدَةَ : فَرَسٌ آزَرُ : أبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْنُ مَقَادِيمِه أسودُ أو أيُّ لَوْن كانَ وقال غيرُه : فَرَسٌ آزَرُ : أبيضُ العَجُزِ وهو موضعُ الإزارِ من الإنسان وزاد في الأساس : فإن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ وخَيْلٌ أُزْرٌ وهو مَجازٌ . من المَجَاز أيضاً : المُؤَزَّرَةُ كمُعَظَّمةٍ : نَعْجَةٌ وفي الأساس : شاةٌ كأنَّهَا . وفي الأساس : كأنَّمَا : أُزِّرَتْ بسواد ويقال لها : إزارٌ وقد تقدَّم .
ومما يُستَدرك عليه : يقال : أَزَرْتُ فلاناً إذا أَلْبَسْتُه إزاراً فتَأَزَّر به تَأَزُّراً ويقال : أزَّرتُه تَأْزِيراً فتَأَزَّرَ وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ : قَوَّى بعضُه بعضاً فالتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ كآزَرَ قال الشاعرُ : .
تأَزَّرَ فيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ ... رُبَاهُ وحتَّى ما تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا . وهو مَجاز وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ . وفي الأساس : ويُسَمِّى أهلُ الديوانِ ما يُكْتَبُ آخِرَ الكتابِ من نُسخَةِ عَمَلٍ أو فَصْلٍ في مُهِمٍّ : الإزارَ وأزَّرَ الكتابَ تَأْزِيراً وكَتَبَ كتاباً مُؤَزَّراً