هكذا زَعمَ النسّابون . وقال ابنُ قُتَيبة في كتابِ المَعَارِف : تَذْكُر العَجَمُ أَنَّ الأَكْرَادَ فَضْلُ طعام بِيورَاسفُ . وذلك أَنه كان يَأْمُر أَن يُذْبضح له كُلَّ يوم إِنسانانِ ويتّخذ طعامَه من لُحومِهما وكان له وزيرٌ يقال له أَرياييل فكان يذبَح واحداً ويُبْقِي واحداً يَسْتَحْيِيه ويَبعثُ بهِ إِلى جَبلِ فَارِس فتوالَدوا في الجِبال وكَثُروا . قال شيخنا : وقد ضَعَّفَ هذا القولَ كثيرٌ من أَهلِ الأَنساب . قلت : وبيوراسف هذا هو الضَحَّاك المارِي مَلَكَ العَجَمَ بعدَ جم بن سُلَيْمان أَلفَ سَنَةٍ وفي مفاتيحِ العُلومِ هو مُعَرَّب دَهْ آك أَي ذو عَشْرِ آفاتٍ وقيل معرَّب أَزدها أَي التّنِّينُ للسَّلْعَتَيْنِ اللَّتينِ كانَتَا له وقال أَبو اليقظان : هو كُرْدُ بن عمرِو بن عامِرِ بن رَبِيعَةَ بن عامر بن صَعْصَعَةَ وقد أَلَّفَ في نَسَب الأَكْرَادِ فاضلُ عصرِه العلاَّمَةُ محمّد أَفندي الكُرْدِيّ وذكر فيه أَقوالاً مختلِفَةً بعضُها مُصادِمٌ للبَعْضِ وخَبَطَ فيه خَبْطَ عَشْوَاءَ ورَجَّح فيه أَنه كُرْد بن كَنْعَانَ بن كوش بن حام بن نوح وهم قبائلُ كثيرةٌ ولكنهم يَرجِعُون والكلهر واللّر . ثم إِنّهمِ يتشَّعَّبون إِلى شُعوبٍ وبُطونٍ وقَبَائلَ كثيرةٍ لا تُحْصَى مُتغايِرَةٌ أَلسِنتهم وأَحوالُهم . ثم نَقَلَ عن مناهج الفكر ومباهج العبر للكُتْبِيّ ما نَصُّه : أَمَّا الأَكرادُ فقال ابنُ دُرَيدٍ في الجمهورة : الكُرْدُ أَبو هذا الجِيلِ الذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد فزعمَ أَبو اليَقْظانِ أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عامر بن : ربيعةَ بنِ عامر بن صَعْصَعَةَ . وقال ابن الكبلبِيِّ : هو كُرْد بن عمرو مزيقياءَ . وقعوا في نَاحِيَةِ الشَّمَال لَمَّا كان سَيْلُ العَرِم وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَا . وقال المسعوديُّ : ومن الناس مَن يَزعم أَن الأكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نِزارٍ ومنهم مَن يزعم أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ ب نزارٍ ومنهم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن كَنْعَانَ بن كُوش بن حام . والظاهر أَن يكونوا من نَسْلِ سامٍ كالفُرْسِ لما مَرَّ من الأَصْل وهم طوائف شَتَّاى والمعروف منهم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية والجاوانية والرضائية والسروجية والهارونية واللرية إِلى غير ذلك من القبائل التي لا تُحْصَى كَثْرَةً وبلادهم أَرضُ الفارِس وعراقُ العَجَم والأَذربيجان والإِربل والمَوْصِل انتهى كلامُ المسعوديذ ونقلبه هكذا العلامة محمد أَفندي الكُرديّ في كتابه . قلت : والذي نقل البُلبيسيّ عن المسعوديّ نصّ عبارته هكذا تنازعَ الناس في بدءِ الأَكراد فمنهم من رأى أَنهم من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل انفردوا في الجبال قديماً لحالٍ دعتهم إِلى ذلك فجاوروا الفُرس فحالت لغتهم إِلى العُجمة وولدَ كلّ نوع منهم لغة لهم كُردية ومنهم من رأى أَنهم من ولدمضر بن نزار وأَنهم من ولد مضر بن نزار وأَنهم من ولد كُرد بن مرد بن صعصعة بن هوزان انفردوا قديماً لدماءٍ كانت بينهم وبين غسّانَ ومنهم من رأي أَنهم من ولد ربيعة بن مضر اعتصموا بالجبال طلباً للمياه والمرعي فحالوا عن العربية لمن جاورهم من الأُمم وهم عند الفُرس من ولد كرد ابن إٍسفنديار بن منوجهر ومنهم من أَلحقهم بإِماءِ سليمان عليه السلام حين وقع الشيطانُ المعروف بالجَسد على المنافقات فعلِقن منه وعُصِمَ منهن المؤمنات فلما وضعْن قال : أكردوهن إِلى الجبال . منهم ميمون بن جابان أَبو بصير الكردي قاله الرشاطي عن أَبيه انتهى ثم قال محمد أَفندي المذكور : وقيل أَصل الكرد من الجنّ وكل كرديّ على وجه الأَرض يكون رُبعه جِنيًّا وذلك لأَنهم من نسل بِلْقيس وبلقيس بالاتفاق أُمها جِنيّة وقيل : عصى قوم من العرب سليمانَ عليه السلام وهربوا إِلى العجم فوقعوا في جَوَارٍ كان اشتراها رجل لسليمان عليه السلام فتناسلت منها الأَكراد وقال أَبو المعين النسفيّ في بحر الكلام : ما قيل إِن الجنّيّ وصل إِلى حرم سليمان عليه السلام وتصرف فيها وحصل منها الأَكراد باطلٌ لا أَصل له انتهى . قلت : وذكر ابن الجواني النسّابة فيآخر المقدمة الفاضليّة عند ذِكر ولد شالخ بن أَرفخشذ ما نصُّه : والعقب من فارسان بن