والفِنْد بالكسر : النَّوْعُ يقال : جاءُوا أَفْنَاداً أَي أَنواعاً مختلفة . والفِنْدُ أَيضاً : القَوْمُ مجتمعةُ يقال : لَقِينا فِنْداً من النّاسِ أَي قوماً مُجْتَمِعِين وهم فِنْدٌ على حِدَةٍ أَي فِئَةٌ أو جماعةٌ متفرقةٌ كما في النهاية . وسيأتي . والفَنَدُ بالتحريك الخَرَف وإنكارُ العَقْلِ لِهَرَمٍ أَو مَرَضٍ وقد يُستعمَل في غير الكِبَرِ وأَصْلُه في الكِبَرِ . والفَنَدُ : الخَطَأُ في القولِ والرَّأْيِ والفَنَد : الكَذِبُ كالإِفْنَادِ . وقول الشاعر : .
" قد عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْل إِفْنَادْ إنما أراد بقولٍ ذي إِفناد وقولٍ فيه إِفنادٌ . وفي الأفعال لابن القَطَّاع : وفَنَدَ فُنُوداً وأَفْنَدَ : كَذَب : وفَنِدَ الرجلُ فَنَداً ضَعُف رَأْيه من الهَرَم . قلت : فقد فَرَّق بين المصدَرَينِ . وفي اللسان : الفَنَدُ في الأَصل : الكَذِبُ وأَفْنَدَ : تكلَّمَ بالفَنَدِ . ثم قالوا للشَّيْخِ إذا هَرِمَ : قد أَفْنَدَ لأَنّه يتَكَلَّم بالمُحرَّفِ من الكلام عن سَنَنِ الصِّحَّة . وأَفنَدَ الرَّجلُ : أُهْتِرَ . كذا في الأَفعال لابن القطَّاع . ولا تَقُلْ عَجُوزٌ مُفَنَّدةٌ لأنها لم تكن في شَبِبيبَتِها ذاتَ رأيٍ أَبداً فتفَنَّدُ في كِبَرِهَا . وفي الكَشَّاف : ولذا لم يُقَل لمرأةِ : مُفَنَّدَة لأنها لا رأْي لها حتى يَضعُف . قال شيخنا : ولا وَجْهَ لِقَوْلِ السَّمِين : إِنَّهُ غريبٌ فإنه مَنقولٌ عن أَهلِ اللُّغَة ثم قال : ولعلَّ وَجْهَه أَنَّ لها عَقْلاً وإن كان ناقصاً يَشْتَدُّ نقصُه بِكِبَرِ السِّنِّ . فتأملْ انتهى .
وفَنَّدَه تَفْنِيداً : كَذَّبَهُ وعَجَّزَهُ وخَطَّأَ رَأْيَهُ وضَعَّفَهُ . وفي التنزيل العَزِيز حكايَة عن يعقُوبَ عليه السلام : " لَوْلاَ أَنْ تُفَنِّدُونِ " قال الفراءُ : يقول : لولا أَن تُكّذِّبُونِي وتُعَجِّزُوني وتُضعِّفوني وقال ابنُ الأَعرابيّ فَنَّدَ رأْيَه إذا ضَعَّفَه والتَّفٍنِيد : اللَّوْمُ وتَضْعِيفُ الرَّأْيِ كَأَفْنَدَهُ إِفناداً . وقال الأَصمعي : إذا كَثُر كلامُ الرجلِ من خَرَفٍ فهو المُفْنِد والمُفْنَد . وفي الحديث : " ما يَنتظِر أَحدُكم إلا هَرَماُ مُفْنِداً أَو مَرضاً مُفْسِداً " وأفْنَده الكِبَرُ : أَوقَعَه في الفَنَدِ . وفي حديث أُمِّ مَعْبَد : " لا عابِسٌ ولا مُفْنَدٌ " وهو الذي لا فائدةَ في كلامه لِكِبَرٍ أَصابَه فهي تَصِفُه A وتقول : لم يَكُن كذلك . وفي الأَساس : وفلان مُفْنَدٌ ومُفَنَّدٌ إذا أُنكِرَ عَقْلُه لِهَرَمٍ أَو خَلَّطَ في كلامه وأَفنَدَه الهَرَمُ : جعَلَه في قِلَّة فَهْمٍ كالحَجَرِ . قال شيخُنا : ثم تَوسَّعُوا فيه فقالوا : فَنَّدَه إذا ضَعَّفَ رأيَه ولاَمَهُ على ما فقتلَ . كذا في الكَشَّاف