" هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُهُ كالمَعْهَدِ وهو المَنْزلُ الذي لا يَزَالُ القَوْم إذا تَنَاءَوْا عنه رَجَعُوا إليه وهو أَيضاً المنزل الذي كنْتَ تَعْهَدُ به هَوى لك ويقال : استوقَفَ الرّكْبَ على عَهْدِ الأَحِبَّةِ ومَعْهَدِهم وهذه مَعاهِدُهم . والعَهْد : أَوَّل مطرِ والوَليُّ الذي يَليها من الأَمطارِ أَي يَتَّصِلُ بها . وفي المحكم : العَهْد أَوّلُ المطر الوَسْمِيّ عن ابن الأَعرابيِّ والجمع العِهَاد كالعَهْدَةِ بالفتح والعِهْدَةِ والعِهَادَةِ بكسرهما وفي بعض النّسخ : العِهاد بحذْف الهاءِ . عُهِدَ المكانُ كَعُنِيَ فهو مَعْهُودٌ : عَمَّه الممَطَرُ وكذا عُهِدَت الروضةُ : سَقَتْها العَهْدَةُ فهي مَعْهُودَةٌ وأَرضٌ مَعْهُودَةٌ . والعَهْدُ والعَهْدَةُ والعِهْدة : مَطَرٌ بعدَ مَطرٍ يُدْرِكُ آخِرهُ بلَلَ أَوَّلِه وقيل : هو كلُّ مَطَرٍ بَعْدَ مَطَرٍ وقيل : هو المَطْرة التي تكون أَوَّلاً لما يأْتيء بَعْدَهَا وجمْعها : عِهادٌ وعُهُود قال : .
أَراقَتْ نُجومُ الصَّيْفِ فيها سِجَالَها ... عِهَاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قال أبو حَنِيفَةَ : إذا أَصاب الأَرضَ مَطَرٌ بعدَ مطرٍ وندى الأَوّلِ باقٍ فذلك العَهْدُ لأن الأول عُهِدَ بالثاني قال : وقال بعضهم : العِهَادُ : الحَدِيثةُ من الأمطارِ قال : وأَحْسَبه ذَهَبَ فيه إلى قول السَّاجِع في وصف الغَيْثِ : أَصابَتْنَأ دِيمةٌ بعد دِيمَةٍ على عِهَادٍ غيرِ قَدِيمةٍ . وقال ثعلبٌ : على عِهَادٍ قَدِيمة تَشْبَع منها النّابُ قَبْلَ الفَطِيمة . وقال ابنُ الأعرابي مرَّةً : العِهَادُ : ضَعِيفُ مَطَرِ الوَسْمِيِّ ورِكَاكُه . وعُهِدَت الرَّوْضةُ : سَقَتْها العِهْدةُ فهي مَعْهُودةٌ . ويقال : مَطَرُ العُهُودِ أَحِسَنُ ما يكون لِقِلَّةِ غُبَارِ الآفاقِ . وقيل : عامُ العُهُودِ عامُ قِلَّةِ الأمطار . وفي الأَساس : والعِهَاد : أَمطار الربيع بعد الوَسْمِيّ ونزلنا في دماثه محمودة ورياضٍ معهودة . والعَهْدُ : الزَّمَانُ كالعِهْدَان بالكسر . وفي الأَساس : وهذا حِينُ ذلك وعِهْدَانُهُ أَي وَقتُهُ . والعَهْد : الوفاءُ والحِفاظُ قال الله تعالى : " وما وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ من عَهْدٍ " أَي من وفاءٍ والعَهْد : توحيدُ الله تعالى ومنه قوله جل وعزّ " إلاَّ مَن اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً " ومنه اَيضاً حديثُ الدُّعَاءِ : وأَنَأ على عَهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ " أَي أَنا مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإقراء بوحدانِيَّتِك لا أَزول عنه . والعَهْدُ : الضَّمانُ كالعُهَّيْدَى والعِهْدَانِ كَسُمَّيْهَى بضم السين المُهملة وتشديد الميم المفتوحة وعِمْران أَي بالكسر وفي حديث أُمّ سَلَمَة قالت لعائِشةَ : وتَرَكْتِ عُهَّيْدَى وهو بالتشديد والقصر : فُعَّيْلَى من العَهْد كالجُهَّيْدَى من الجَهْد والعُجَّيْلَى من العَجَلَة وهو بخطّ الصاغانيِّ بالتخفيف في الكلّ أَي في العُهَيْدَى والعُجَيْلَى والجُهَيْدَى . ويقال : تَعَهَّدَه وتَعاهَدَه واعْتَهَدَه إذا تَفَقَّدَه وأَحدَثَ العَهْدَ بهِ ويقال للمحافِظ على العَهْد : مُتَعَهِّدٌ ومنه قول أَبي عَطاءٍ السِّنْديّ وكان فَصيحاُ يَرْثِي ابنَ هُبَيْرةَ : .
وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِنَاءِ فرُبَّما ... أَقَامَ بهِ بعْدَ الوُفُودِ وُفُودُ .
فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ علَي مُتَعَهِّدٍ ... بَلَى كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرَابِ بَعِيدُ أَراد : مُحَافِظٌ على عَهْدِكَ بذِكْرِه إِيَّاي . وفي اللسان : والمُعَاهَدة والاعْتهاد والتَّعاهُد والتَّعَهُّد واحدٌ وهو إحداث العَهْدِ بما عَهِدْته قال الطِّرِمَّاحُ : .
ويُضِيع الذي قدَ أوجَبَهُ اللّ ... هُ عليه وليس يَعْتَهِدُهْ وتعهَّدت ضَيْعَتي وكل شيءٍ وهو أَفصحُ من قَولك تَعَاهَدْته لأن التَّعَاهُدَ إِنما يكون بين اثنينِ . وفي التهذيب : ولا يقال تعاهَدْته . قال وأجازهما الفَرَّاءُ . انتهى