والعُودُ أَيضاً : آلةٌ من المَعَازِفِ ذو الأَوتارِ مشهورةٌ وضارِبُهَا : عَوَّادٌ أَوهو مُتَّخِذُ العِيدَانِ . والعُودُ الذي للبَخُورِ وفي الحديث : " عَليكم بالعُودِ الهِنْدِيّ " وقيل هو القُسْطُ البَحْرِيّ . وفي اللسان : العُودُ : الخشبةُ المُطَرَّاة يُدَخَّن بها ويُستَجْمر بها غَلبَ عليها الاسمُ لكَرَمِهِ . ومما اتّفَق لَفْظُه واختَلَف مَعناه فلم يكن إِيطاءً قولُ بعضِ المُولَّدِين : .
يا طِيبَ لَذَّةِ أَيَّأمٍ لنا سَلَفَتْ ... وحُسْنَ بَهْجةِ أَيامِ الصِّبَاعُودِي .
أَيامَ أَسحَبُ ذَيْلاً في مَفارِقِها ... إِذَا تَرَنَّمَ صَوتُ النَّايِ والعُودِ .
وقَهْوَةٍ من سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ ... كالمِسْكِ والعَنْبَرِ الهِنْدِيّ والعُودِ .
تَسْتَلُّ رُوحَكَ في بِرٍّ وفي لَطَفٍ ... إِذا جَرَتْ منكَ مَجْرَى الماءِ في العُودِ كذا في المحكم . والعُودُ أَيضاً : العَظْمُ في أَصلِ اللسَانِ وقال شَمِرٌ في قول الفَرَزدَقِ يَمدَح هِشَامَ بنَ عبد الملك : .
وَمن وَرِثَ العُودَيْنِ والخَاتَمَ الذِي ... لَه المُلْكُ والأَرْضَ الفَضَاءَ رَحِيبُها قال : العُودَانِ : مِنْبَرُ النبي A وعَصَاهُ وقد وَرَدَ ذِكْرُ العُودَيْنِ وفُسِّرا بذلك . وأُمُّ العُودِ : القِبَةُ وهي الفَحِثُ والجمْع : أُمَّهاتُ العُودِ . وعَادَ كذا : فِعْلٌ بمنزلةِ صارَ وقل ساعِدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ : .
فَقام تَرْعُدُ كَفَّاهُ بمِيبَلَةٍ ... قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ لا يكون عادَ هنا إلا بمعنى صارَ وليس يريد أَنَّه عاوَدَ حالاً كان عليها قَبْلُ وقد جاءَ عنهم هذا مجيئاً واسِعاً أَنشد أَبو عليٍّ للعجّاج : .
" وقَصَباً حُنِّيَ حتَّى كادَا .
" يَعُودُ بَعْدَ أَعْظُمٍ أَعْوَادَا أَي يصير . وعَادٌ : قَبِيلةٌ وهم قَوْمُ هُودٍ عليه السلام قل ابن سيده : قضَيْنَا على أَلِفها أَنَّهَا واوٌ للكثرة أَنَّه ليس في الكلام : ع ي د . وأَم عِيدٌ وأَعيادٌ فبدَلٌ لازِمٌ وأَنشد سيبويه : .
تَمُدُّ عليهِ مِن يَمِينِ وأَشْمُلٍ ... بُحُورٌ له من عَهْدِ عادٍ وتُبَّعَا ويُمْنَعُ من الصرف . قال اللَّيْثُ وعادٌ الأُولى هم : عادُ بن عاديَا ابن سامِ بن نُوحٍ الذين أَهلكَهم الله قال زهير : .
" وأَهْلَكَ لُقْمَانَ بنَ عادٍ وعادِيَا وأَمّا عادٌ الاَخيرة فهم بَنُو تميم يَنزِلون رِمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسِخُو نَسْنَاساً لكل إِنسانٍ منهم يَدٌ ورِجْل من شقٍّ . وفي كتب الأنساب عادٌ هو ابن إِرَمَ بن سام بن نُوح كان يَعُبُد القَمَر . ويقال : إِنَّهُ رأَى من صُلْبِه وأَولادِ أَولادِ أَولادِه أَربعة آلافٍ وإِنه نَكَحَ أَلْفَ جاريةٍ وكانت بلادُهُم إِرم المذكورة في القرآن وهي من عُمَأنَ إلى حَضْرَمَوْت . ومن أَوْلادِه شَدَّادُ بنُ عادٍ صاحبُ المدينةِ المذكورة . وبئرٌ عادِيَّة والعادِيُّ : الشيءُ القدِيمُ نُسب إلى عادٍ قال كُثَيِّر : .
وما سَالَ وادٍ من تِهامةَ طَيِّبٌ ... بِهِ قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرَارُ وفي الأَساس : مَجْدٌ عادِيٌّ وبِئْرٌ عادِيُّ : قديمانِ . وفي المصباح : يقال للمُلْك القَدِيم : عادِيٌّ كأَنه نِسْبة لعَادٍ لتقدُّمه وعادِيُّ الأرضِ : ما تقادَمَ مِلْكُه . والعَرَب تنسُبُ البِنَائَ الوَثِيقَ والبِئرَ المُحْكَمَةَ الطَّيِّ الكثيرةَ الماءَ إلى عادٍ . وما أَدرِي أَيُّ عاد هُوَ غَيْرَ مَصْرُوفٍ أَي أَيُّ خَلْقٍ هو . والعِيدُ بالكسر : ما اعتادَكَ من هَمٍّ أو مَرَضٍ أَو حُزْن ونحوِه من نَوْبٍ وشَوْقٍ قال الشاعر : .
" والقَلْبُ يَعتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يَزِيدُ بن الحَكَم الثَّقَفِيّ يمدَح سُلَيمانَ بن عبد الملِك : .
أَمسَى بأَسْماءَ هذا القَلْبُ مَعْمُودَا ... إِذا أَقولُ صَحَأ يَعْتادُه عِيدَا وقال تَأبَّط شَرّاً : .
يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وِإيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ على الأَهوالِ طَرَّاقِ