ومن المجاز أَيضاً : أَرْصَدَ الجَيْشَ للقِتَال والفَرسَ للطِّراد والمالَ لأَدائه الحقَّ : أَعدَّه لذلك . وارتَصدَ لك العقوبة . ويَرْصُد الزكاةَ في صلَة إخوانه : يَضَعُهَأ فيها على أَنّه يَعْتَدُّ بصِلَتِهم من الزّكاة . ولا يُخْطِئك منّي رَصَداتُ خَيرٍ أَو شَرٍّ : أَكافئك بما كان منك . وهي المَرَّات من الرَّصد الذي هو مصدر أَو جمع الرَّصْدة التي هي المَرَّة . كما في الأَساس . ونقل شيخُنا عن العناية : وإِرصادُ الحِسَابِ : إِظهارُه وإِحصاؤُه أَو إِحضارهُ انتهى .
ورُوِيَ عن ابن سِيرينَ أَنه قال : كانوا لا يَرْصُدون الثِّمارَ في الدَّيْنِ وينبغي أَن يُرْصَد العَيْنُ في الدَّينِ . وفسَّره ابنُ المبارك فقال : مَن عليه دَيْن وعِنْدَه من العَيْنِ مثلُه لم تَجِب عليه الزَّكاةُ وتَجب إِذا أَخرجتْ أَرضُه ثَمَرةً ففيها العُشْرُ .
ر - ض - د .
رَضَدَ المَتَاعَ أَهمله الجوهريّ : وفي نوادر الأَعراب : رَضَدَ المَتَاعَ إِذا رَثَدَهُ فارتَضَدَ كرَضَمه فارْتَضم . نقله الأَزهريّ والصاغانيّ .
ر - ع - د .
الرَّعْدُ : صَوْتٌ يُسمَع من السَّحابِ كما زَعمه أَهلُ البادية هكذا قاله الأَخفش . قلت : وهو يَمِيل إلى قَوْل الحُكماءِ . أو الرَّعْدُ : اسمُ مَلَك يَسُوقُه كما يَسوقُ الحادِي الإِبِلَ بِحُدائه قاله ابن عباس . ومثلّه قال الزجَّاج قال : وجائزٌ أَن يكون صَوْتُ الرَّعد تَسبيحَه لأَن صَوْت الرَّعدِ من عظيم الأَشياء . وسُئل وَهْب بن مُنَبّه عن الرَّعد فقال : الله أَعلم . قالوا : وذِكْرُ الملائكة بعد الرَّعْد في قوله عزّ وجلّ . " ويُسبِّح الرَّعْدُ بحَمْدِهِ والمَلائِكَةُ " يدل على أن الرّعْدُ ليس بملك وقال الذين قالوا الرعد ملك ذكر الملائكة بعد الرَّعْدُ كما يُذْكَر الجِنْسُ بعد النَّوع . وسُئل عليٌّ Bه عن الرَّعد فقال : مَلَكٌ وعن البرق فقال : مَخَارِيقُ بأَيدي الملائكةِ من حَدِيد وقد رَعَدَ كمَنَع ونَصَر يَرْعَد ويَرْعُد الأولى عن الفراءِ ورَعَدَت السَّماءُ تَرْعُد وتَرْعَد رَعْداً وُعُوداً وأَرْعَدَت : صَوَّتَت للإِمطار . وفي المثل : رُبَّ صَلَفٍ تَحتَ الرَّاعِدَةِ وفي النهايةِ في مادة : صلف : أنه حديثٌ ولفظُه : كم منْ صَلَف تَحْتَ الرَّاعِدَةِ يُضْرَب لمِكْثَارٍ أَي الذي يُكْثِر الكلامَ ولا خَيرَ عِنْدَهُ . وذَكَرَه ابنُ سيده هكذا وأَغفلَه الأَكثرون وفي النِّهاية : يُضْرَب لمَن يُكثِر تَرْعُدُ ولا تُمْطِر . وهو مَجاز كما في الأَساس . ومن المجاز : رَعَدَ زَيْدٌ وَبَرَقَ : تَهَّددَ قال ابن أَحمَرَ : .
يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عَليْكَ بلادُنا ... وطِلاَبُنا فابرُقْ بأَرضكَ وارْعُدِ وعن الأَصمعيّ : يقال : رَعَدَت السَّمَاءُ وَبَرَقتْ ورَعَدَ له وبَرَق له إذا أَوْعَدَه . ولا يُجيز أَرْعَدَ ولا أَبْرَق في الوعيد ولا في السماء . وقال الفّراءُ : رَعَدَت السّماءُ وبَرَقت رَعْداً ورُعُوداً وبَرْقاً وبًرُوقاً بغير ألف . وفي حديث أَبي مُليكة : إِنَ أُمَّنا ماتتْ حِين رَعَدَ الإِسلامُ وبَرَقَ أَي حين جاءَ بوَعيده وتَهدُّدِه . ومن المجاز : رعَدَتْ لي هي أي المرأَة وبَرَقت إذا تحَسَّنتْ وتَزيَّنتْ وتعَرَّضتْ كأَرْعَدَت . ومن المَجَاز : رَعَدَ لي بالقَوْل يَرْعُد رَعْداً وأَرْعَدَ : أَوْعَدَ أَوتَهَدَّدَ وكان أَبو عبيدة يقول : رَعَدَ وأَرْعَدَ وبَرَق وأَبْرَقَ بمعنى واحد ويحتج بقول الكُمَيْت : .
أَرْعِدْ وأَبْرِقْ يا يَزي ... دُ فما وَعيدُك لي بضائرْ