رَصدَهُ بالخير وغيرِه يَرْصُده رَصْداً بفتح فسكون على القياس وَرَصَداً محرَّكَةً على غير قياس كالطَّلَبِ ونحوهِ : رَقَبَهُ فهو راصِدٌ كَتَرَصَّدَهُ وارْتَصَدَه . والرَّاصِدُ بالشيءِ : الراقِبُ به ولذلك سُمِّيَ به الأَسَدُ . والرَّصِيدُ : السَّبُعُ الذِي يَرْصُدُ الوُثُوبَ أَي يترقَّبُ ليَثَِ . والرَّصُودُ كَصَبُور : ناقةٌ تَرْصُدُ شُرْبَ غيرِهَا من الإِبل لِتَشْرَبَ هِي وفي الأَساس والمحكم : ثم تَشْرَبُ هي . ورَوَى أَبو عُبَيد عن الأَصمعيِّ والكسائيّ : رَصَدْت فُلاناً أَرصُده إذا تَرَقَّبْته . وأَرْصَدْتُ له : أَعْدَدْتُ . قلتُ : وبه فَسَّر بعضُ المفسرين قوله تعالى : " والذين اتَّخَذُ مَسْجِداً ضراراً وكُفْراَ وتفْريقاً بَيْن المؤْمنين وإِرصاداً لمَنْ حَارَبَ الله ورَسُولَهُ " . قالوا : كان رجلٌ يقال له أبو عامر الراهبُ حاربَ النبي A ومَضى إلى هِرَقْلَ وكانَ أَحَدَ المنافقين فقال المنافقون الذين بَنَوا المسْجدَ الضِّرَار : نَقْضي فيه حاجَتَنَا ولا يُعَاب علينا إذا خَلَوْنا ونَرْصُدُه لأَبي عامر مَجيئَه من الشام أَي نُعدّه . قال الأَزهريُّ : وهذا صحيح من جهة اللّغَة . وقال الزجّاج : أَي ننتظر أَبا عامر حتى يَجيءَ ويُصَلِّيَ فيه . والإِرْصاد : الانتظار . ومن المجاز : أَرْصَدتُ له : كافَأْتُهُ بالخَيْر هذا هو الأَصل أَو بالشَّرِّ جعلَه بعضُهُم فيه أيضاً . وأَنشد لعبد المطّلب حين أَرادت حليمةُ أن ترْحلَ بالنبيّ صلَّى الله عليه وسلّم إلى أَرضها : .
" لاهُمَّ رَبَّ الرَّاكبِ المُسَافِرِ .
" احفَظْهُ لِي مِنْ أَعْيُنِ السَّواحِرِ .
" وحَيَّةٍ تُرْصِدُ في الهَواجِرِ فالحية لا تُرصيد إِلاّ بالشّرّ . ويقال : أَنا لك مُرْصدٌ بإِحسانك حتّى أُكافئك به