رَشَد كنَصَرَ يَرْشُد وهو الأَشهر والأَفصح ورَشِدَ يَرْشَد مثل فَرِح رُشْداً بضمّ فسكون مصدر رَشَدَ كنَصر ورَشَداً محرَّكَةً وَرَشَاداً كسَحَاب مصدر رَشِدَ كفَرِحَ : اهْتَدَى وأَصابَ وَجْهَ الأَمر والطَّريق فهو رَشيدٌ وراشدٌ . والرَّشَاد نَقيضُ الضَّلال ونقل شيخُنا عن بعض أَرباب الاشتقاق أَن الرُّشْد يستعمل في كُلّ ما يُحْمد والغَيّ في كلّ ما يُذَمّ . وجماعةٌ فَرَّقوا بين المضموم والمحرّك فقالوا : الرُّشْد بالضّمّ يكون في الأًمور الدُّنيوية والأُخْرَويّة وبالتحريك إنما يكون في الأُخرويّة خاصَّة قال وهذا لا يوافقه السَّماع فإِنهم استعملوا اللُّغَتين وورَدَت القرَاءَات بالوَجْهَيْن في آيات مُتَعَدِّدة . و الله أعلم . كاسْتَرْشَدَ يقال : استرْشَدَ فُلانٌ لأَمره إِذا اهْتَدَى له وأَرْشَدْتُه فلم يَسْتَرْشد واستَرْشَدَهُ : طَلَبَهُ أَي طلب منه الرّشدَ والرَّشَدَى محرَّكةً كجَمَزَى : اسم منه أَي من الرّشد . عن ابن الأَنباريّ قال : ومثله امرأَة غيَرَى من الغَيْرة وحَيَرَى من التَّحيُّر . وأَنشد الأَحمر : .
لا نَزَلْ كَذَا أَبَداً ... ناعِمِينَ في الرَّشَدَى وأَرْشَدَهُ اللهُ تعالى ورَشَّدَه : هَدَاه . والرُّشْد بالضّم : الاستقامةُ على طَريق الحَقِّ مع تَصَلُّبٍ فيه . والرَّشيدُ في صفات الله تعالى الهادي إلى سواءِ الصِّراط فَعيل بمعنى مُفْعِل . والرَّشيد أَيضاً : هو الذي حَسُنَ تَقْديرُهُ فيما قَدَّرَ أَو الذي تَنْسَاقُ تَدبيراتُه إلى غَايا تِها على سَبيلِ السَّدادِ من غير إِشارةِ مُشيرٍ ولا تَسْدِيدِ مُسدِّد . ورَشِيدُة قُرْب الإِسكَنْدريَّةِ وقد دَخَلْتُهَا وهي مدينَةٌ معمورة حَسنة العِمَارةِ على بَحْرِ النيل . وقد نُسِبَ إليهَا بعضُ المتأَخّرِين من المحدِّثينَ والرَّشِيدتَّةُ : طعامٌ . م كأَنه منسوبٌ إلى الرَّشِيد في الظاهر وليس كذلك وإنما هو مُعرَّبٌ فارِسِيَّتُه رَشْتَه بفتح الراءِ وكسرها .
ويقال : هو يَهْدِي إلى المَرَاشِد أَي مَقاصِدِ الطُّرُقِ قال أُسامةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذلّي : .
تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ ومَنْ لم يَكُنْ لَهُ ... مِنَ اللهِ واق لم تُصِبْهُ المَراشِدُ وليس له واحدٌ إنما هو من باب : مَحاَسِنَ ومَلامِحَ . ومن المجاز : وُلِدَ فُلانٌ لرَشْدَة بفتح الراءِ ويُكْسَر إذا صَحَّ نَسَبُه ضِدُّ لِزَنْيَة . وفي الحديث : مَن ادَّعى وَلَداً لغَيْر رِشْدَةٍ فلا يَرِثُ ولا يُورَثُ يقال : هذا وَلَدُ رِشْدَةٍ إذا كان لِنكَاح صَحيحٍ كما يقال في ضِدّه : وَلَدُ زِنْيَةٍ بالكسر فيهما . و يقال بالفتح وهو أَفصح اللُّغَتَيْن . قال الفرّاءُ في كتاب المصادر : وُلِدَ فُلانٌ لغيرِ رَشْدَة ووُلِدَ لغَيَّةٍ ولزَنْيةٍ كلّها بالفتح . وقال الكسائيّ : يجوز لرِشْدة وزِنْيَة قال : وهو اختيارُ ثَعلب في الفصيح فأَمّا غَيَّة فهو بالفتح . وقال أبو زيد والفرَّاءُ : هما بالفَتْح . ونحو ذلك قال اللَّيْث . وأَنشد أَبو زَيدٍ هذا البيتَ بالفتح : .
لِذى غَيَّةٍ من أُمِّهِ ولرَشْدَةٍ ... فيَغْلِبُهَا فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ وكذلك قول ذي الرُّمَّة : .
وكائِنْ تَرَى مِنْ رَشْدةِ في كَرِيهَة ... ومِن غَيَّةٍ تُلْقَى عليها الشَّراشِرُ يقول : كم رُشْد لَقِيتَه فيما تَكْرَهه وكم من غَيٍّ فيما تُحِبّه وتَهْوَاه والشّراشر : النّفس والمَحَبّة